الأربعاء، 6 مارس 2013

حكمة العرب الضائعة


                      الحرج يحيط الآن بالجامعة العربية احاطة السوار بالمعصم ، مواقفها من الازمة السورية التى انتهت بتجميد عضوية سوريا حوّلتعا الى حلف اكثر منها جامعة معنية بالقضايا العربية ، لتحوّلها من وسيط لحل الازمة الى طرف معاد للنظام السورى ، وبالرغم من القناعة العامة الرافضة لنهج النظام السورى السىء مع الازمة الدائرة فى بلاده الا ان الدول احيانا تكون فى حالة حرب ومع ذلك تحتفظ بعلاقاتها الدبلوماسية قائمة ، فما بالك بمنظمة مناط بها معالجة الازمة وتتخذ موقعها مع احد اطرافها ؟!

                       المجتمع الدولى والاطراف النافذة فى المعارضة السورية بشقيها السياسى والعسكرى اضافة للنظام القائم وصلوا الى قناعة ان الحوار هو السبيل الاقوى لحل الازمة ، ولا سبيل لجامعتنا بسياستها المرتبكة تجاه هذه الازمة  وبموقفها الراهن منها ، ان تحتضن طاولة هذا الحوار، وليس امامها لكى تكون طرفا فى ادارته سوى ان ترفع تجميد عضوية سوريا منكسرة ومعتذرة عن خطأها الفادح فى تعاطيها مع هذه الازمة بذلك الشكل المنحاز والا تصبح متفرجا كبيرا ينتظر جهود المجتمع الدولى فى ادارة حوار يخرج بالشعب السورى من جحيمه الحالى الى بر آمن .

                      وفى الحقيقة البحث عن تاثير هذه الجامعة فى مجريات السياسة الدولية تجاه القضايا العربية كالبحث عن قطرة ماء فى سراب صحاريها ، فهى غالبا ما تكون صدى لصوت المجتمع الدولى او صدى لصوتها المخنوق داخل جدرانها ، ولو كان جهدها منذ تأسيسها اقتصر على النواحى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكان اجدى للعرب من تمثال سياسى الكل يعلم ان خطواته على الصعيد الاقليمى والدولى تحركها جملة العلاقات المتشابكة مع اللاعبين الرئيسيين فى المجتمع الدولى .

                        من الخير لسوريا وللشعب السورى ان تحل ازمته بأيادى السوريين نظاما ومعارضات تحت مظلة المجتمع الدولى ، فهى اكثر توازنا واكثر قوة من جلسات القمة العربية ، ولتتجه الجامعة فى هذه الاثناء للأضطلاع بنجدة اللاجئين السوريين من الجوع والمرض والانتهاك الفظيع لكرامتهم فى المنافىء والملاجىء العربية وغير العربية ، وليست هنالك حاجة لسرد وقائع حال المرأة السورية مع موت الضمير العربى الحاكم والمحكوم فى تلك الملاجىء .
 

هناك تعليق واحد:

  1. الحرب الدائره في سوريا فرضت على الحكومه السوريه من قبل قوى اقليميه ودوليه وليس من الشعب السوري الذي هو ضحيه هذه الحرب .. الجامعه العربيه مثلها مثل المنظمات الاقليميه والدوليه خاضعه لمؤثرات تفقدها حياديتها وتجعلها خصما اكثر من حكم ..خرجت الازمه السوريه من ايدي السوريين واصبحت في ايدي دول اخرى تحمل هي مفتاح الحل إن وجد . لم يخرج الغرب الاستعماري من معركه عسكريه او سياسيه او حتى اقتصاديه خاسر اطلاقا فهو لديه الزمن والامكانات ليمرر ما يريد .

    ردحذف

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...