الاثنين، 4 مارس 2013

على ضوء فوربس


                     نشرت رويتر فى موقعها اليوم ما تضمنته قائمة مجلة فوربس لأغنى اغنياء العالم لعام 2013 م والبالغ عددهم 1426 مليارديرا بزيادة 210 مليارديرا جديدا، منهم 27 مليارديرا من امريكا من اصل 442 مليارديرا امريكيا ، يا لها من معركة صعبة تلك التى تخوضها ادارة الرئيس اوباما فى الكونجرس الامريكى مع الجمهوريين الذين يتمترسون بقوة حماية لأمتيازات اولئك المليارديرات من مشاريع الاصلاح الاقتصادى التى تقوم بها ادارة اوباما ، ولأن الجمهوريين يمثلون اغلبية فى الكونجرس الامريكى فغالبية الامريكيين الذين صعدوا بأوباما للمرة الثانية للبيت الابيض املا فى تنزيل برامجه الاقتصادية ، اعادتهم صدمة هذه الحقيقة الى مربعهم الاول بلا صوت انتخابى يرجح كفة رئيسهم فى هذه المعركة ، انها معركة الرئيس وطاقمه مع مؤسسات عريقة سيّدها جميعا القانون رغم انف الاغلبية وما اسفرت عنه صناديق الاقتراع .

                   الواشنطون بوست فى عددها الصادراليوم على موقعها ، قالت ان اوباما اندفع تجاه القضاء ، السلطة العليا فى امريكا ، آخر الميادين التى تنتهى عندها معارك المؤسسات ، وللفوز بهذا الميدان الذى ستنتقل اليه معركته مع الكونجرس حول الاصلاحات الاقتصاديه جاءت ترشيحاته للمحكمة الفيدرالية بفلوريدا بمثلى اسود ، وفى نيويورك رشّح سحاقية من اصل اسيوى ، ولدائرة محكمة استئناف دى سى كان مرشحه امريكى اصله من جنوب اسيا اضافة الى عشرات الترشيحات الاخرى ، وترى الصحيفة انه بأتكاله القوى على المرأة والاقليات العرقية والمثليين سيغيّر وجه القضاء الفدرالى انتظارا لمواجهته الاخيرة مع الجمهوريين الذين سيضعون فى طريقه العقبات بما لديهم من سلطات قادرة ان تحول او تعطّل مسعاه .

                     غالبية الامريكيين الذين صوّتوا لأوباما والاقليات العرقية والمجتمع المثلى الامريكى والمرأة ، هذا الحشد الاوبامى فى مواجهة حذب عريق له قاعدة جماهيرية كبيرة مسنودة بمئات المليارديرات ، انه التحدى الامريكى العظيم الذى يصعب التكهن بخاتمته ، ويخشى من خاتمته ليس على صعيد الداخل الامريكى فحسب وانما على نطاق العالم المرتبط طوعا وكرها بالاقتصاد الامريكى ، فأذا نجح اوباما وهذا ما يرجوه غالبية الامريكيين وغالبية شعوب العالم التى ما انفك الاقتصاد الرأسمالى المسيطر يستولد مليارديراته من تعبها وعرقها ودمها ، وكاد ان يصل به استبداده فى اوروبا ان يعرض فى المزاد العلنى بلدا عريقا كاليونان تدين له البشرية فى مشارق الارض ومغاربها بكثير من سمو حضارتها ، فأذا نجح اوباما فسوف نشهد تحولا ايجابيا فى الفكر الرأسمالى تجاه قضايا العدالة الاجتماعية والا انقلبت مطالب العدالة الاجتماعية الى ثورة فى المجتمع الامريكى الذى انهارت داخله بفعل الازمة الاقتصادية ، نظم الرقابة الباطنية التى سبق ان اشار اليها هربرت ماركوزا واصبحت اطراف الصراع فيه عارية من اى غطاء .

                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...