الخميس، 21 مارس 2013

اليك ربى


                         من غيرك يعرف سرى ، من غيرك يعرف تلك الغرف المستقرة فى عمق الاعماق ولا صورة معلّقة على جدرانها سوى صورة واحدة هى كل شىء ( لن اسميك امرأة سأسميك كل شىء يا أمى ) -صدقت يا درويش-، هنالك فى تلك الغرف المستقرة فى عمق الاعماق ترقد كل شىء ، ترقد هنالك من اودعت فيها سرّك العظيم ، وحملته وهنا على وهن ، فصارت سرا عظيما يخرج منه الذكر والأنثى ، يخرجون منها ويقطعون حبلها السّرى ولا يستطيعون ان يقطعوا حبل ودادها .. حبل مودتها .. حبل حنانها وحبل امانيها الغالية التى تأخذنا الى اعالى الأعالى ، وحدها من بين خلق الله اجمعين تهون فى عينها الدنيا من اجلنا .

                          (أمّك ثم أمّك ثم أمّك) حين سمعناه اول مرة اهتزت تلك الغرف المستقرة فى عمق الاعماق كأن صوته اعظم الخلق تدفق علينا من اعلى الفراديس بهذا النشيد السماوى القادر على تنظيم ايقاع اكثر خطاوى الخلق (شتارة) ليقودهم مباشرة الى جنات عرضها السموات والارض ، حينها كانت امنيتى ان تكون منيتى قبلها ، فلم اكن قادرا على تصوّر ان افتح عينىّ يوما واجد كل شىء قد اختفى مرة والى الابد من ناظرىّ ، تخور رجلاى ( لدرجة اشعر معها بأننى لم اعد قادرا حتى على مجرد التقدم فى العمر )ولكنها كانت الحضور الدائم ، حتى عندما رحلت فتحت نفاجا مع احلامنا لتطل علينا فى ليالينا التعيسة سعدا وسرورا ومسرّة فتصحو من فرط بهجتك ممتلئا بطفولة تصيب حواليك بالذهول .

                          ليس هنالك كلمات تكفى لنقول عنها ، فبكلمتك العليا اللّهم اعفو عنها واغفر لها وادخلها جناتك التى ادخرتها لخير خلقك ، فقد دعتك عند كل صلاة ان تجعل رحيلها اليك سهلا سريعا وقد اجبتها ، فأجب دعائى ، أمى قد رحلت اليك ربى .

هناك 5 تعليقات:

  1. جعل مقامها الفردوس الأعلى.. جميلا ماكتبت أستاذ محمد

    ردحذف
  2. جعل مقامها الفردوس الأعلى.. جميلا ماكتبت أستاذ محمد

    ردحذف
  3. جعل الله الجنة مثواها .. وما اعظمها كلمات اﻻخ محمد

    ردحذف

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...