الجمعة، 10 يونيو 2011

حرب غبية


جنود سودانييون

                      الحركة الشعبية من بين كل القوى فى السودان ، كان يجب ان تدرك جيدا طبيعة حذب المؤتمر الوطنى النزّاعة للقتال والحرب منذ صيف العبور وحتى معركة توريت الأخيرة ، المعركة التى اثارت كثيرا من الحزن على تكلفتها الغالية واثارت كثيرا من الاسئلة عن جدواها والسلام حينها كان على بعد خطوات بنيفاشا ، وكنت اظن ان الحركة قد فهمت رسالته المخبأة فى اوارها والتى بدت مضامينها اكثر وضوحا فى المعارك التى خاضها الطرفان عقب نيفاشا وآخرها معارك كادوقلى ، فهى رسالة تقول ببساطة ان ارادة الحرب عنده اقرب اليه من حبل السلام ، فعلى اى حسابات استند قطاع الشمال بجنوب كردفان ليشعل فتيلها او يوفر الزريعة الكافية لأشعالها فى اولى محطات السلام التى افضت الى نيفاشا ؟

                        فحسابات القوة بعد ان اختار الجنوبيون الانفصال ، تركت قطاع الشمال قوة يتيمة فى محيط من القوى الشمالية تغالب لتكييف اوضاعها مع مقبل ايام ما بعد 9\7 ، وتتوجس من تباهى خطاب قادة الحركة فى الشمال بقواتها المسلحة المنتشرة بجنوب كردفان ، والجيش السودانى بأعتباره مؤسسة قومية ، ينظر الى هذه القوات الخارجة عن اى اطر رسمية عدوا مؤكدا لا يحتاج الى قرار سياسى لمراقبته ووضع الاحتياطات اللازمة لمواجهة مخاطره التى بدت مرجحة الوقوع عقب نتيجة الانتخابات .

                        وما لم تضع له الحركة الشعبية - قطاع الشمال - اعتبارا فى حساباتها ، ان نتيجة الانتخابات نفسها بغض النظر عن الجدل الدائر حولها ، كانت قد رسمت خريطة واضحة المعالم عن مكامن قوتها وضعفها بالولاية ، واصبحت بذلك قوة مكشوفة لا يجدى السلاح بديلا لتغطيتها ، وكان من الحكمة بمكان ان تتخذ ذات الموقف الذى اتخذته الاحذاب الشمالية تجاه الانتخابات الاخيرة، دون الحاجة الى تعبئة وتصعيد يوفر الزرائع لحرب سيدفع انسان جبال النوبة البسيط ثمنها غاليا فى خاتمة المطاف ، فحتى 9\7 سيظل الوضع فى السودان وضعا انتقاليا محميا بخارج مهموم بولادة دولة الجنوب ، ولن تثيره تداعيات الحرب بالولاية حتى لو تخطت مشاهد عنفها اوضاع دارفور .

                        لم يفت الاوان بعد لتدارك الاوضاع قبل ان تنتقل الى ابعد من حدود الولاية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...