تبدو سوريا الآن ارضا تمتطى مهرا جامحا يركض فى تاريخ محتشد بالخصومات القاتلة ، و دماء الضحايا تحاصر قصرها من كل جانب ، وكل قتيل يسقط يهدم معه جسرا بين الشارع والقصر ، والقتلى من الجانبين قرابين لغد مجهول ، فالنزاع يزحف شيئا فشيئا الى مجازر العرق والمذهب والتاريخ و الجغرافيا ليفتح عليها ابوابا جديدة من فوضى ستستدعى عليها اجلا ام عاجلا نيرانا تأتيها من الجوار ومن كل فج عميق ، هذا هو طقس الألفية الثالثة مصمم لترقص على ايقاعاته المتوحشة انظمة القرن الماضى التى عجزت ان تفتح اشرعتها لرياح الحريات والحقوق والديمقراطية ، طقس يحيط الآن بسوريا مثلما يحيط الآن بليبيا واليمن ولا عاصم منه الا من احترم و رحم واستجاب الى تطلعات شعبه .
جسر واحد تبقى للنظام السورى ليعبر به الى الشارع ويعبر بالشارع الى بر آمن ، جسر واحد معلق على اعلان هادىء يقول : لم يعد فى عالم اليوم حذب اوحد او نظام اوحد (هو من الكمال بحيث يؤتمن على حريات وحقوق الناس ) ولا يحتاج بعد ذلك سوى ان يجلس مع الآخر السورى فى مائدة مستديرة تنتزع فيها قضايا سوريا من جذورها .
ليس هناك عيب او انتقاص ان يستدرك العقل السورى اخطاء التاريخ والجغرافيا والعرق والمذهب ، وان يعيد فتح فضاءات سوريا لتسع الجميع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق