الجمعة، 19 نوفمبر 2010

استثمارات فى شعائر الدين

                     فى هذا الوطن العظيم كانت معايير الارتقاء الاجتماعى لأهله تتجسد فى منجزاتهم الخيرية على صعيد البنية التحتية للخدمات كالتعليم والصحة ودور العبادة ، فقد شهدت عدة مدن واحياء قيام مدارس ومستشفيات ومراكز صحية ومساجد على نفقة خاصة لمحسنين ما زالت اسماؤهم تطغى على حكاياتنا نرددها بكل الحب والتقدير والامتنان ، ثم تدرج عطاء الناس فى هذا الاتجاه ليشمل خدمات الطريق ، فأقاموا المظلات فى مواقف المواصلات وجهزوا بعضها بمياه الشرب واكتفى البعض بالمرور سرا على المستشفيات والمدارس وبيوت الفقراء لتلبية احتياجاتهم ، وأخرون لم يكتفوا بما قدموا من اعمال الخير فأوقفوا العقارات والاموال صدقة جارية تشهد عليها ملفات رسمية محفوظة فى اضابير الدولة و مطابقة لما هى محفوظة فى ذاكرة ابناء هذا الوطن الاوفياء .
                      وما يدعو للغرابة ان تبرز فى وطن هذه اخلاقه وتقاليده ظاهرات لا تمت الى قيمه وتأريخه ومع ذلك تبدو دائرتها آخذة فى الاتساع شيئا فشيئا واعنى بها هذا الاستثمار الشيطانى فى شعائر الدين والذى بدأ تحت زريعة تنظيم الحج فحوّلوه تحت هذه الزريعة الى درجات ومنازل .. حج فاخر وحج درجة اولى وحج عادى ، ولكل نوع من هذا الحج رسوم ما انزل الله بها من سلطان مع العلم ان المملكة العربية السعودية تتعفف عن اخذ رسوم على تأشيرة الحج  وتقوم بمنحها مجانا تفاديا لشبهة المتاجرة فى ركن من اركان الاسلام ، ومع ذلك يبدو هذا الاستثمار على ما فيه اخف وطأة من ظاهرة الاستثمار فى شعيرة الصلاة ، فقد اصبح من المألوف ان تجد اعدادا من اباريق المياه امام المساجد والزوايا فى الاسواق معروضة للبيع للمصلين الحريصين على صلاة الجماعة فى وقتها تفاديا للزحام المألوف حول اماكن الوضوء داخل المساجد وما يدعو للقلق والمخاوف من هذه الظاهرة انها بدأت استثمارها فى هذه الشعيرة بأولى خطواتها وهى الوضوء وقد تزحف رويدا رويدا الى تأجير المصلاة  لتنتهى الى حد المطالبة برسم دخول المسجد.

                     ولكن هذه الظاهرات الدخيلة على التأريخ العربى والاسلامى ليست وقفا علينا فقد برزت بعضها فى مصر مع الحج و برزت ايضا بمكة حيث البيت الحرام فقد شرع البعض هناك فى الاستثمار فى ظلال الاشجار للحجيج حسب ما تناولته بعض اجهزة الاعلام ويبدو  هذا الاستثمار الشيطانى الذى اخذ ينتهك فى شعائرنا الدينية بسهولة هو فى احد وجوهه مقدمة لعمل كبير قادم سيقضى على قيمنا وتقاليدنا واخلاقنا وسيجعل حياتنا رهينة للفساد وسفك الدماء.

تأجير ظلال الأشجار..أحدث تقليعات الحج !
الصورة مأخوذة من موقع دنيا الوطن فى ذات الموضوع



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...