الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

آخر قصة حب

                        الجزء الاخير من الليل اغنية غامضة .. عباد يتهجدون .. يأخذهم شغفهم بتلك اللقيا الى ذكر الله كثيرا ، فتعاف جوانبهم المضاجع .. ولصوص مغامرون تأخذهم العزة بالأثم لسرقة اموال الناس .. ومتآمرون لا يخافون الله ولا يخشون عباده يخططون لألحاق الأذى بأفراد وجماعات وشعوب .. وعشاق يناجون انجما بعيدة يزيّنها قمر صامت ، فى هذا الجزء من الليل كان المحلّق يرى تاجوج تلوح من نجمة الى اخرى من ذات النجوم التى لاحت منها فى زمن مضى ليلى لقيس وبثينة لجميل .. ولاحت منها ملايين اخرى من النساء لا نعرفهن لملايين اخرى من الرجال لا نعرفهم .. تعرفهم تلك النجمات التى امست منازل للعاشقين .. فى هذه النجمات اقام فتى سودانى  مملكة اصيلة للحب ، يحيط بها الجمال من كل جانب ، وتزخر بحياة مفعمة بالأمل والعزم والقوة ، حين يأتيها المساء تلوح فى السماء وهجا وضياءا ينادى : هنا وطن العاشقين فتعالوا ايها الأحبة ، ثم جاءه اجمل الأحبة .. وردى حمل (الود) و ( الحزن القديم ) على راحتيه وغنى هنا ( وطنى ) و(بناديها ) فحملنا معه الود وحملنا هذا الوطن فى حدقات العيون ونادينا معه ( يا وطن يا بيتنا ) وحمد الريّح لم تثنه مياه النيلين التى جرت بين يديه واحاطت جزيرته الوارفة  من الحضور فجاء مزهوا ب ( الساقية ) غرف منها حتى اصابنا بعطش مزمن اليها  اما الكابلى فقد ادهشته ( سعاد ) ..امنية  انتظرها ذاك الفتى طويلا مثل نورس جريح فى بحر شديد الظلمة والهياج، فلم تأت الا بعد رحيله ، لكنها حين اتت .. اتت مكللة بوفاء نسجه كابلى من وجع الرحيل .
                        ( سعاد ) آخر قصة حب عرفتها اغنياتنا .. وسيرة متأخرة لعمر الطيب الدوش حملته الى حيث مراقد قيس وجميل وآخرين بثّوا مشاعرهم عطرا ضمّخ وجدان الناس على مر الزمان ، الفيديو اعلاه استعصى على التحميل حزنا او حدادا او احتجابا او لأسباب فنية فوق معرفتى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...