الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

سبعة شروط حسوما

http://cache.daylife.com/imageserve/0cEZ9H47hF1c0/610x.jpg
سلفا كير رئيس حكومة الجنوب
الرئيس عمر البشير

الرئيس اوباما
                       الشروط التى طرحتها ادارة الرئيس اوباما لتطبيع العلاقات الامريكية مع السودان   ببنودها السبعة والمنشورة بصحيفة الصحافة الصادرة فى 8\11\2010 لم تخرج فى مضمونها ولا فى تطلعاتها عما ظل ينادى به طرفا الاتفاقية ، فهذه الشروط فى حد ذاتها ليست مشكلة ولكن كيفية تطبيقها على ارض الواقع هى المشكلة التى جعلت من اتفاقية نيفاشا اتفاقية لهدنة حرب اكثر منها اتفاقية لبناء سلام مستدام ، والادارة الامريكية بحكم تواجدها المستمر والطويل على مائدة المفاوضات بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية قبل وبعد نيفاشا ادرى بطبيعة العقبات التى وقفت امام التطبيق ، وما يهمنى هنا ( ابيّى ) العقبة الرئيسة او الكؤود التى من شأنها ان تنسف كل جهود عمليات السلام التى انجزت حتى الآن ، ولأنها كذلك فأن الضرورة تقتضى مواقفا مرنة من قبل الادارة الامريكية تبتعد عن فرض الشروط وتنزع فى مخاطبتها بذات الروح التى طغت على خطاب الرئيس اوباما بالقاهرة فى يونيو 2009 وخطابه الذى بثّته اذاعة  (سوا) صبيحة اليوم 9\11\2010 من اندونيسيا  واللذّين تحدث فيهما عن سياسة اليد الممدودة للمسلمين ، فهذه الشروط الحاسمة فى نبرتها قد تجعل هذه اليد الممدودة فى نظر المعنيين بمشكلة ( ابيّى ) يدا ممدودة للأخذ اكثر منها يدا ممدودة للأخذ والعطاء وتدفع بالتالى الاوضاع بين الشمال والجنوب شيئا فشيئا الى مربع الحرب من جديد .  من جانب آخر تبدو هذه الشروط السبعة فى احد وجوهها آخر ما فى جعبة الادارة الامريكية من افكار لتطبيع علاقاتها و للحيلولة دون انفجار الاوضاع فى السودان ، ومع تقديرى لأهتمامها الكبير بقضايا بلادى ولجهودها المقدرة التى بذلت لوقف الحرب وجهودها الحثيثة الجارية لمنع وقوعها مرة اخرى الا ان كل هذه الجهود والافكار لم تستطع ان تؤثر فى المواقف المتباعدة بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية القابضين على مقاليد الامور بالبلاد شمالا وجنوبا وبالتالى لا يغيب عن وعى اى انسان وجود خلل هنا ، اما فى الافكار المطروحة واما فى الاطراف المخاطبة بها ولا سبيل لتخطى مثل هذا الوضع الا بطرح افكار جديدة او البحث عن اطراف اخرى او توسيع اطر الاطراف الحاكمة بأطراف اخرى  لم تتح لها الفرصة لطرح افكارها والتى من الممكن ان تنجح فى معالجة القضايا العالقة ومن ضمنها قضية ( ابيّى ) وهو حق يبدو اصيلا طالما ان التبعات المترتبة على فشل هذه الشروط فى تحقيق اهدافها ستطال الجميع .

                    اما اذا كانت هذه الشروط موجهة بالأساس الى اطراف اقليمية ودولية ضالعة فى الشأن السودانى بطريق مباشر او غير مباشر فما علينا كسودانيين فى الشمال والجنوب سوى الحيلولة دون ان نكون اوراق ضغط فى يد اطراف دولية واقليمية متصارعة حول مصالح قد يكون السودان ضمن دائرتها وقد يكون مجرد سانحة تتيح استغلاله لتحقيق مكاسب فى بقاع اخرى من الارض ، فثمة مسئولية وطنية واخلاقية هنا لن يغفرها التأريخ اذا انزلقت قيادات هذا الوطن الى مثل هذه الصراعات ، فليحمل كل منها خلافاته على ظهره وينتظم فى صف وطنى واحد نجنب به بلادنا ان تكون ميدانا لحروب الآخرين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...