السبت، 6 نوفمبر 2010

تساقط اوراق التوت

مؤسس موقع وكيليكس
                   اتجاه مؤسس موقع ويكيليكس اللجوء الى سويسرا اسقط ورقة توت كبيرة كشفت عورة كبيرة فى الغرب ، الغرب الذى كان ملاذا للهاربين من بطش حكومات بلادهم اصبح مصدرا لهروب مواطنيه من بطش بعض حكوماته ، الآن فقط يمكننا ان نقول كلنا فى الهم شرق وغرب ، لا فرق بين حكوماتنا وحكوماتهم فى تعاطيهم السياسى والاخلاقى تجاه مواطنيهم وتجاه قضايا العالم الا بمقدار ما تستره اوراق التوت من عورات هذا التعاطى ، شرقنا حقائقه على الطاولة وتداولها يضعك امام ثلاثة  خيارات ، اما اللجوء واما السجون واما ان تقتل ضميرك وتلغ فى فسادها،وغربهم حقائقه تحت ارض الطاولة وتحت ارضها تقبع فى اضابير مقفلة بأحكام ، كل من تسلل اليها او تسللت اليه لن تحميه الحريات والقوانين التى طالما تباهى بها الغرب وسيجد نفسه امام ذات الخيارات الثلاثة هذا اذا لم يكن القتل خيارا رابعا فى كلا الحالتين ، ويبدو ان موقع ويكيليكس بكشفه للحقيقة قد اعاد العالم الى حقيقة طبيعته الفاسدة وكشف ان كل تلك المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات التى اعلت من شأن الانسان واعلنت معظم حكومات العالم الموافقة عليها والالتزام بها مجرد مساحيق لتجميل وجه الدول والحكومات لتغدو اكثر قبولا لدى الانسانية او اقنعة تخفى عن البشرية صلة القرابة بين الحكومات والعصابات ، ما اقسى وابشع وقائع واحداث العقد الاول من الالفية الثالثة.
                   ان مجرد ان يقدم مؤسس موقع ويكيليكس على فكرة اللجوء كحل لمحنته الناتجة من انحيازه للحقيقة يعنى ان اللجوء لم يعد خيارا آمنا ، لا لمواطنى الغرب ولا لمواطنى الشرق ، لأن الغرب الذى ظلّ  ملاذا آمنا للاجئين لم يكن كذلك بسبب ايمانه العظيم بحقوق الانسان وحرياته وقوانينه الداعمة لها فحسب وانما بسبب قوته العظمى الحامية لهذه المبادىء ، فأذا وقفت هذه القوة ضد الحقيقة والحق فلن تستطع دولة كسويسرا مهما كانت مثالية قوانينها ان تمنع قوى عظمى غاضبة من كشف حقائق تعاطيها مع احداث ووقائع بعينها من ان تفعل بمن كشفها ما تريد ان تفعل به ، يعنى ان قيمة الحقيقة والحق اصبحت رهينة بقوة من يقف خلفها وليست بقوتها فى حد ذاتها
كمبدأ انسانى عادل ونزيه له القدرة فى حفظ حقوق الآخرين ، يعنى ان لآجئيى الشرق فى الغرب اصبح وفقا لما آل اليه حال مؤسس موقع ويكيليكس سلعة جاهزة للبيع بموجب قوة المال ، بأختصار ان المبدأ الذى علا هنا ، هو ببساطة شديدة : اذا اردت ان تكشف الحقيقة فأصمد وتحّمل تبعاتها او اصمت وتحمّل تبعات صمتك او بأختصار اشد صار كل شىء لقيصر ، فأينما اتجهت موجة قيصر ما عليك سوى ركوبها ، فالعالم يعود رويدا رويدا الى توحشه الاول وبشكل علنى بعد ان بدأت اوراق التوت تتساقط واحدة تلو الاخرى عن عورات توحشه المخفى .
                  نصيحتى لمؤسس موقع ويكيليكس ان يبقى فى وطنه مهما كانت المخاطر المترتبة على بقائه ليجعل ايمان البشرية بالحق والحقيقة امام اختبار حقيقى فأما نجحت فى حمايته واما قذفت بكل مبادئها واخلاقها فى البحر وعادت لقانون الغاب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...