الأربعاء، 16 يناير 2013

ولذكرى المولد ذكرى


                     فرحة السودانيين بالمولد النبوى الشريف فرحتين ، الفرحة الاولى هى مولده عليه افضل الصلاة والسلام ، وهى الفرحة التى يشاركهم فيها معظم مسلمى العالم ، والفرحة الثانية ، هى الفرحة التى يدين بها لمولده وذكرى مولده ، الرعيل الاول من السودانيين الذين خاضوا غمار نضال طويل فى مواجهة الادارة الاستعمارية من اجل الاستقلال ، فقد كانت ذكرى المولد النبوى الشريف ، هى المناسبة الوحيدة التى تتيح لهم التجمع والتعبير بالشعر والخطابة عن حالة البلاد فى ظل الاحتلال والقهر .

                     ففى ذكرى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى عام 1923 ، امتزجت هذه الذكرى العطرة بآمال السودانيين العريضة فى ان تكون لياليها ملهمة لهم لتخرجهم من ظلمة الاحتلال مثلما اخرج نور صاحبها من قبل امما وشعوبا من قرونهم المظلمة ، ( يا صاحب القرآن نظرة مشفق .... الدهر خان وحلّت البأساء ) انه صالح عبد القادر بكل صلابته ووعيه المتقدم فى ذاك الزمان ، يتوسل شيئا من العزم من قرآن اعظم الخلق فى ذكراه ، ( سلام على الدين الحنيف وفتية ... على عهدهم ترعى النهى والمحارم ) وهذا مدثر لم يكفه تدثره بالأسم وانما مضى يستلهم من عهد صاحب الاسم الشريف ومنه كيف ترعى النهى والمحارم .

                     هذه هى احتفالات السودانيين بالمولد النبوى الشريف ، يستلهمون فى لياليها من سيرة نبى الرحمة من كان خلقه القرآن ، ما ينير لهم طريقهم فى الملمات المعتمة التى تحيق بهم ، ويستبشرون بذكراه خيرا عاما بعد عام ، يطعمون الطعام فى مجالسها لكل عابر ومقيم فيضا من كرمه اكرم الخلق ، ويعطرون ساعاتها مدحا وشكرا يحلّق بحلقات مديحها الى فضاء الكون الفسيح ، معلنا زهوا وفرحا ، ان أمة محمد هنا لا زالت وستظل على الدرب سائرة .

                      كل عام والمسلمين فى مشارق الارض ومغاربها بألف خير ، وكل عام والسودانيين فى مشارق البلاد ومغاربها ، وفى شمالها وجنوبها ، متلفعين بهدى نبى الهدى امنا وسلاما وتسامحا ومحبة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...