هلل البعض للخبر الذى تناولته عدد من وسائل الاعلام والمواقع حول استقالة السيد الصادق المهدى المزمعة من رئاسة حذب الامة ، هذا الحذب العريق الذى مثّل جملة من المبادىء والقيم تعلّقت بها قلوب وافئدة وتطلعات جماهير واسعة من ابناء الشعب السودانى ، واصبح السيد الصادق المهدى طوال مسيرته كرئيس لهذا الحذب وكأمام لطائفة الانصار ، حارسا امينا لهذه المبادىء والقيم ، وحارسا امينا من خلالها لأمن وطمأنينة واستقرار الشعب السودانى ، يخدمه فى ذلك فكر وعلاقات نافذة على الصعيد المحلى والاقليمى والدولى ، واستطاع خلال عقود معدودة ، وطوال حراكاته السياسية ،ان يصعد بحذب الامة حذبا مدنيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وهنا بالضبط مربط الفرس ، وياله من فرس جسور .

فى هذا الوطن ثمة مواثيق وعهود قديمة ظلت تحكم -سياسيا واقتصاديا واجتماعيا -علاقات الناس فيه ، والسيد الصادق المهدى احد الكبار الذين يمسكون بعقدتها ، ومن يظن ان الدهر قد اكل عليها وشرب ، لا يضع حسابا لما احدثته العولمة وما بعد العولمة فى بنية المجتمعات على امتداد عالمنا الثالث ، فالنزوع العرقى الذى اخذ يتمظهر فى شكل مراكز منعزلة او مستقلة او مميزة فى النسيج العام لوحدة الدولة ، وانتج ضمن ما انتج فى السودان فصل جنوب الوطن ، هذا النزوع العرقى هو احد منتجات العولمة وما بعدها وهو الفاعل الرئيس فى عمليات فصل وتمزيق النسيج العام لوحدة اى دولة ، والسيد الصادق احد الكبار الذين يمسكون بعقدة تلك المواثيق والعهود التى شكّلت هذا الشعب بمكونه العرقى والدينى والاثنى ، فى خريطة السودان الشمالى عهودا طويلة ، فأن الخشية الكبرى ان يشكل غيابه عن الساحة السياسية ارتخاءا لتلك العقدة ، وعندها لا استطيع ان اتصور ما سيكون عليه شكل السودان .
هنالك مسئولية وطنية واخلاقية تدعو كل سودانى حريص على امن واستقرار هذا الوطن ومدرك لفداحة ازماته وما يمكن ان تحدثه على صعيد حياة الناس ووحدة الوطن ، ان يرجو ويأمل ان يعدل السيد الصادق المهدى عن استقالته ، ويواصل مسيره حتى لا ينقطع الامل فى امكانية خروج بلادنا من كل ازماتها سلميا ويعود سوداننا هذا الوطن الذى حلمنا به دوما وهتفنا له دائما اقوى مما كان ، وللبعض الذى هلل لخبر هذه الاستقالة اقول : لو تصورتم ما يمكن ان ينتظركم بعدها فى هذا المنعطف الذى تمر به بلادنا لهتفتم ملء حناجركم (لا تستقيل) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق