السبت، 12 يناير 2013

عقائد فاسدة


                      يعجبنى كثيرا شاعرنا الكبير محمد الفيتورى فى قوله (غافل من ظن الاشياء هى الاشياء) ولا ادرى هل الصدفة وحدها التى تثبت لى صدق هذا القول ام غباء محكم لحائكى المؤامرات  ؟ الانسان بطبعه مشغوف بالقصص فهى انيسه منذ الطفولة الباكرة ، والقصص التى تحكى وقائعا غريبة او حوادثا تخرج فجاة لسطح المجتمع وتثير من الاهتمام والفضول والدهشة والحنق الى آخر ما تثيره من الاسئلة والمشاعر المختلفة ، لا تولد بالصدفة ، فثمة خفاش منزوى فى كهف مظلم ، يمسك بخيوطها بدقة ، يساعده عليها قطيع من البشر المقهور ، اما بعامل الترهيب ، او بعامل الترغيب ، او بعامل الجهل والغباء ، او بعامل طبيعة عدوانية متأصلة فيه .

                       قال لى صديق يوما ان قوة (الماسونية) نابعة من قدرتها على غرز اعضائها حيث توجد القوة ، ويبقى هذا القول مجرد استنتاج او تخمين او فرضية منطقية ، ولكن لا يوجد فى الواقع من تغلغل الى داخل هذا التنظيم الاسطورى ، وخرج الينا بحقائق دامغة ، عن تركيبته وافعاله ومبادئه وعقائده التى يتبعها ، لذا اعتاد الناس حين يواجهون فعلا غريبا شاذا لم يألفوه من قبل ، او ترفضه قيمهم ومبادئهم ، ولم يدركوا مبتدأه من منتهاه ، يسرعون بنسبته الى (الماسونية) واصبحت (الماسونية) تبعا لذلك شماعة مريحة يعلّق عليها مجرمو الارض فى مختلف انشطة الحياة جرائمهم الشنيعة ، فأين يوجد كهف الخفاش المظلم ، الذى يدير هذا النشاط الاجرامى سواء أكان (ماسونيا) او سياسيا او مريضا مهووسا ممتلئا بالقبح ، يرى فى كل انسان او فعل جميل مهددا لمصالحه ؟

                      رحلة البحث تبدو فى غاية الصعوبة ، ولكن كما يقال دائما ، ان المجرم مهما بلغ من الحيطة و الحرص ، يترك دائما خلفه دليلا يقود اليه ، فمثلا اذا تلقيت شكوى من ابنك او ابنتك ، انه يخضع لحملة عنيفة من المضايقات ، من ذلك النوع الذى يوجب القتال شرعا ، دون ان يكون لأبنك او بنتك ما يستوجب ان يواجه بمثل هذا الشكل الجبان والموغل فى انحطاطه من العداوة ، فأعلم ان ابنك او ابنتك قد صارت هدفا ، فأبحث عن ذلك الخفاش المنزوى فى كهف مظلم ، فستكتشف الكثير المثير الخطر ، خاصة حينما يكون محيط هذا العداء ، جامعة او مدرسة ثانوية ، فأكثرخفافيش الظلام اجراما ، تعشعش داخل هذه المؤسسات .

                       هذا الكلام اقتضت ضرورته ، تنبيه الآباء والأمهات ، ألا يتكلوا فى تربية ابنائهم  آمنين على شوارع ومدارس وجامعات السودان القائمة فى اذهانهم بصورتها فى زمن مضى ، فنحن الآن فى حاضر مختلف كلية عما كان عليه الحال ايام زمان ، فالأمر يتطلب اعادة النظر فى العلاقات بين افراد الاسرة الواحدة ، خاصة بين الابناء والوالدين ، بحيث تكون منفتحة للآخر بلا حياء او خجل متوارث من عادات وتقاليد عائدها فى هذا الزمن شديد الخطر على كيان الأسرة ، تناقشوا مع ابنائكم وبناتكم فى كل شىء بحرية وثقة ، لتحموهم من الكيد ، واعلموا انكم فى ذلك لستم وحدكم ، فما زال فى هذا الوطن رجال شرفاء ، لا يخشون فى الله لومة لائم ، ولا يهابون المعارك ، يرصدون ويعرفون متى يوجهون ضربتهم القاصمة .
                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...