الأحد، 13 يناير 2013

عشرون امرأة سعودية


                        المملكة العربية السعودية الوحيدة من بين  مجموعة العشرين التى قادها تفوقها الاقتصادى الناتج من ثرواتها النفطية لتحتل موقعها داخل هذه المجموعة ، اضافة لثقل سياسى على الصعيد الاقليمى ، ولكن تقف اوضاعها السياسية والاجتماعية على الصعيد الداخلى عقبة كأداء امام تحسين صورتها فى العالم ، وفى تقديرى لولا حظوتها بكونها ارض الحرمين الشريفين وملتقى اهل القبلة فى مشارق الارض ومغاربها فى موسم الحج ، لأتخذت هذه الصورة شكلا آخرا .

                        ولقد كان من المفارقات الغريبة التى اثارت حيرة العالم ، وقوف السلطات هناك بضراوة امام حق المرأة فى قيادة السيارات ، رغم تنافى هذا المنع مع اصول الشرع ومع التأريخ ايضا ، فكم شهدت صحارى وفيافى وبقاع الجزيرة العربية فى ازمنة قديمة وفى ازمنة اسلامية تحت حكم الراشدين وخلفهم ، نساءا وحيدات على ظهر ابلهم او خيلهم يجوبون الطرق والوديان اما تواصلا او تجارة او غيرها ، دون ان ينتقص ذلك شيئا من سلامة صورة مجتمعاتها او سمو اخلاق المرأة العربية .

                        وفى الايام الفائتة ، اصدر الملك عبد الله قراره القاضى بتخصيص عشرين مقعدا فى مجلس الشورى السعودى للمرأة ، وقد كان بحق حدثا مدويا غطت عليه احداث المنطقة المتفجرة ، ولم يجد نصيبه من الترحيب المستحق خاصة اذا نظر اليه فى ظل مواقف مراكز القوى داخل المملكة المتعنتة تجاه قضايا المرأة ، وقد كان قرارا حكيما استوعب جيدا المتغيرات السريعة التى تعيشها الشعوب المحيطة بها ، والحراكات التى تجرى داخلها والتى على الرغم من صغر حجمها الا انها تشى بقادم اكبر واكثر خطرا ، وجاء القرار فى احد وجوهه استعادة ذكية وجريئة لجهد وعقل نصف المجتمع المعطّل زمنا طويلا للأسهام فى عملية تغيير تجرى بشكل هادى ومتدرج داخل المملكة ، فالصوت المحسوب عورة لدى قوى نافذة فى المجتمع السعودى اصبح بموجب هذا القرار له حق الكلمة فى ما يخصه ويخص مجتمعه ويخص وطنه .

                         التحية للمرأة السعودية على صبرها الطويل وهى ترزح تحت ظل فكر مظلم تنكر لتأريخه وقيم دينه ، والتحية لسيدنا عمر بن الخطاب الذى قال (اصابت امرأة واخطأ عمر) وكفل للمرأة حقها ليس فى الشورى فحسب وانما فى الحسبة ايضا ، والتحية لهذا القرار الذى اعاد حقا اصيلا للمرأة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...