الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

اوباما الثانى


                  للمرة الثانية يحقق الحذب الديمقراطى فوزا كبيرا فى الحياة الانتخابية بأمريكا استحق عليه تهنئة كبيرة وثناءا اكبر ،
والثناء هنا لهذا الانجاز الثلاثى المبهر ، اوله هذا الاختيار لشخص اوباما الذى بدا حينها مغامرة كبرى لكنه كشف فى الآخر عن وعى عميق بكاريزما الرجل الجاذبة وقدراته العالية التى بدت مفصلّة على معايير رئيس دولة عظمى ، وثانى ابهار فى هذا الانجاز ، برنامج وضع لأجل آمال وتطلعات غالبية الامريكيين وقد اثبت صلاحيته بما حققه من ايرادات غالبة على صناديق الاقتراع ، وثالث ابهار فى هذا الانجاز ، حملة انتخابية عرفت كيف تتوغل فى عقل الناخب الامريكى الذى استهدفته ليدرك ان مصير آماله وتطلعاته متوقف على تلك الورقة المصيرية التى تنتظرها صناديق الاقتراع .  وبهذا الانجاز الثلاثى المبهر قدم الحذب الديمقراطى الامريكى قاعدة ذهبية للاحذاب العاملة فى ظل النظم الديمقراطية لتخوض بموجبها المنافسات الانتخابية .

                  ولأن امريكا دولة عظمى تتشابك مصالحها وقضاياها فى انحاء العالم المختلفة ، فأن العامل الداخلى لييس الوحيد الحاسم فى المعركة الانتخابية ، فالعامل الخارجى بأطرافه المختلفة له حضوره الفاعل فى مجرى هذه المعركة ، ولم يكن مفاجئا للمتابعين ان تقوم الحملة الانتخابية باستدعاء قرارالعقوبات الامريكية على السودان وتجديده قبل ايام قليلة على بدء المعركة الانتخابية لتأتى حملة اوباما مدعومة بآخر اللوبيات التى تشكلت بأمريكا على خلفية النزاعات المسلحة بدارفور وج كردفان والنيل الازرق ، مثل تلك التى يقودها الممثل الامريكى جورج كولونى بما يمثله من قاعدة جماهيرية واسعة ، فقرار تجديد العقوبات يعنى اما تجيير هذه الجماهير لمصلحة اوباما واما تحييدها او زعزعة اتجاهها الانتخابى .

                  وما يهمنى فى هذا القرار ، ان قائمة الحظر الواردة فيه تشمل ضمن ما تشمل منتجات اسفيرية يشكل منعها عن السودان ضررا مباشر على المدونين السودانيين المقيمين به ، ففى الوقت الذى يتمتع رصفاؤهم فى البلاد الاخرى بمزايا هذه المنتجات يعيش ابناء وطنى مرارة الحرمان رغم ما يبذلونه من جهود مخلصة للأسهام فى بناء عالم جميل ومسالم ، ويكفى هذا الحرمان دليلا على العيب الذى صاحب هذا القرار ، فقد جمع فى عقوبته بين الحكومة السودانية وشعبها .

                   اوباما يدخل من جديد فترة رئاسية ثانية ، فهل يظل كما كان فى فترته الرئاسية الاولى ام نشهد فى هذه الفترة الثانية اوباما الثانى ، اوباما يعيد الامل لدى شعوب هذا العالم بأن للحق مكان فى تفكير القوى العظمى وللخير نصيب فى عطائها وللسلم والسلام جهد كبير فى مساعيها ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...