السبت، 17 نوفمبر 2012

غزة ام فلسطين ؟



                   العقل العربى والفلسطينى على وجه الخصوص فى حاجة الى مراجعة مسار هذه القضية منذ صدور قرار التقسيم لنعرف اين تقف الآن فى ظل هذه العواصف التى تحيط بالمنطقة ، اذ ان ما يجرى فى غزة يبدو فى تقديرى احدى العلامات البارزة فى هذا المسار والرافضة لما آل اليه الحال ، ولا يمكن النظر اليه بمعزل عن القضية الأم ، قضية دولة فلسطينية قابلة للحياة تبسط سيادتها بالكامل على ارضها .

                   ومساعى الجامعة العربية الجارية الآن للبحث عن حماية دولية لقطاع غزة ، مساع تبدو فى احد وجوهها عودة الى ذات السناريو القديم الخاص بالسيطرة على المعابر من قبل قوات اممية ، وان مبدأ الحماية الذى ينادى به من ينادى داخل الجامعة العربية ، لن يقف على غزة وحدها بل سيدفع اسرائيل وحماتها للمطالبة به ايضا ليغطى حدود اسرائيل مع غزة وقد يصبح ثغرة ليمتد الى حدودها مع سيناء ، بمعنى آخر ، ان الحماية  التى يطالب بها المجتمعون فى الجامعة العربية ربما قادت فى خاتمة المطاف الى انتقاص سيادة مصر من جانب وتجريد قطاع غزة من كل ادوات المقاومة من جانب آخر ، وهو امر يبدو اقرب للمستحيل ، اللهم الا اذا اقتنعت حماس والفصائل الاخرى بقطاع غزة بجدوى الحل السلمى .

                   الحماية الحقيقية حاجة ماسة ليس لأنسان غزة فحسب وانما لكل ابناء الشعب الفلسطينى ، ومن بين كافة المشاريع المطروحة الآن ، يبدو مشروع السلطة الفلسطينية الرامى للحصول على مقعد دولة مراقب فى الامم المتحدة ، افضل المشاريع التى يمكن ان تؤمن الحماية لكل الفلسطينيين سواء بغزة او بالضفة ، ووفقا للقانون الدولى ، فأن كانت حماية غزة امر يهم الجامعة العربية فعلا ، فلتقف بقوة مع مشروع السلطة الفلسطينية ، او تتقدم بمشروع اكثر نجاعة لا ينشغل بحلول جزئية سرعان ما تعود بأطراف الصراع الى لعبة الدماء والدمار ، فالحرب اضحت قاب قوسين او ادنى وما عدا ايران فليس هنالك دولة من دول المنطقة لديها الاستعداد الكافى لمواجهتها .

                    قوى غزة المنخرطة الآن فى عمليات المقاومة ، وبرغم الرعب الذى احدثته صواريخها داخل اسرائيل ، الا ان موازين القوة المختلة بين الطرفين تبعث على الشفقة بان تكون العملية برمتها استدراج ماكر للقضاء عليها ، اتمنى وارجو من قيادات حماس وقيادات فصائل المقاومة بغزة ان يستجيبوا للجهد المصرى والجهد العربى الرامى للتهدئة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...