الاثنين، 5 نوفمبر 2012

ضحايا الجامعات


                   المعترك السياسى غابة متوحشة وشديدة القسوة ، واكثر مظاهره توحشا وعنفا ، تلك التى تتجلى وللأسف داخل  الجامعات ، حيث خلاصة القوى البشرية التى ستشكل مستقبلا عماد مؤسسات الدولة ، و آخر العتبات التى تفضى بأبنائنا وبناتنا الى الحياة العامة ، ولأن المعترك السياسى داخل الجامعات يتخذ اشكالا عدة ، فأن احد اكثر اشكاله قبحا وجبنا وانحطاطا ، هو لجوء بعض القوى الى ابتزاز اولياء الامور عن طريق تعريض ابنائهم بالجامعات لمؤامرات قاسية تعرض مستقبلهم الاكاديمى للخطر وحياتهم فى بعض الاحيان ، وذلك بغية تجنيدهم او تجنيد مهامهم او مواقعهم الاجتماعية او مواهبهم الى آخر ما يمتازوا به لخدمة مصالح تلك القوى ، ويقومون بذلك اعتمادا على المثل القائل (الجنا قيد هوان) نقطة الضعف الاولى فى حياة الوالدين .

                  وعادة يكون قوام هذه المؤامرات تشكيلة متنوعة تبدأ من بعض الطلبة والطالبات وتنتهى بأطقم العاملين بالجامعة ، تشكيلة اشبه بشبكة تديرها من وراء حجاب قوى او تنظيم او جهة او ايّا كان ، السمة الوحيدة التى تجمع بينهم ، هى عقيدة فاسدة تزيّن لهم سوء عملهم ، فى الحاق الاذى بالأسر وهدم آمالهم واحلامهم من اجل مكاسب ملتوية لم تستطع مبادئهم واخلاقهم وقيمهم ان تستقطب طوعا واختيارا اولئك الآباء او الامهات للعمل فى صفوفهم .

                   وطبيعة هذه المؤامرات تتخذ اشكال اتهامات جنائية او اخلاقية ، يوظفون لأجلها افضل ما انتجته ذهنية المتآمرين من اشكال الدعاية والاشاعات وتدعم فى خاتمة الامر بقرارات من جهات مخترقة داخل الجامعة لتصبح ضربة شديدة الوطء على الطلبة والطالبات محل الاستهداف بحيث تؤثر بشكل كبير على تحصيلهم الاكاديمى ليأتى قرار الفصل فى النهاية بسبب الرسوب الاكاديمى ، او فى حقيقة الامر بسبب نأى اولياء امورهم بعيدا عن الأنغماس فى انشطة يبدو الفساد سيّدها والا لما احتاج من يقف وراءها سلوك هذا المجرى الكريه المحاط بالغموض والتآمر .

                    كثيرون يعلمون بما فى ذلك الاجهزة المختصة ، ان عددا كبيرا من الجامعات مخترقة من قبل جهات اجرامية وتكفى الاحصاءات التى تداولتها الصحف مؤخرا عن انتشار ظاهرة تعاطى المخدرات ، وانتشار ظاهرة تعاطى الجنس المحرّم ، وانتشار ظاهرة السرقات ، وهى ظواهر تشير بجلاء الى ان ثمة (مافيات) نشطة داخل هذه الجامعات ، تستطيع ان تتولى كفالة عدد من الطلبة والطالبات المنسوبين بها للقيام بالترويج لأنشطتهم الاجرامية ، ومثل هذه (المافيات) لا تتوانى فى تقديم خدماتها داخل الجامعات وخارجها لدعم عملية الابتزاز التى يواجهها بعض اولياء الامور لدفعهم للرضوخ للجهة او الجهات الراغبة فى ذلك .

                    لست هنا فى محل اثارة لرعب اولياء الامور بقدر ما اسعى للفت انظارهم وانظار من يهمه الامر وانظار الصالحين والمصلحين الى هذه الظاهرة من اجل ان تتكاتف الجهود لتنقية الحرم الجامعى وحمايته لخلق جو معافى يحقق لأبنائنا وبناتنا آمالهم وامانيهم فى تأهيل اكاديمى نظرى وعملى يسند حيلهم فى حياتهم العملية ويسهم فى بناء وتنمية هذا الوطن الحبيب .

                   
                     
                     
                   
                    

                  

                  .

                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...