الاثنين، 26 نوفمبر 2012

المطمئن فى المحاولة الاخيرة


                        لا يهم هنا تفاصيل المحاولة التى اعلنت عنها السلطات فى الايام الفائتة ، وطالما هى قيد التحقيق لدى الاجهزة المختصة ، فالحقائق القاطعة تحتاج الى بعض الوقت ريثما تنتهى هذه التحقيقات ولا خيار سوى الانتظار ، ولكن ما يهم حقا هو ردود افعال الجهات المعنية بالامر ، خاصة القوى السياسية على اختلاف اطيافها ، وعامة قطاعات الشعب السودانى .

                          والملاحظة البارزة ، ان ردود الافعال داخل القوى السياسية ، اتسمت بالهدوء والتريّث والاتزان ، وهى سمة شملت ايضا الوان الطيف السياسى داخل السلطة الحاكمة ، مما يعنى ان الاتهامات التى طالت عددا من قيادات الاجهزة الامنية السابقين ومن هم فى الخدمة ليست بذلك العسف والاندفاع الذى واجه مثيلاتها خلال سنوات حكم الانقاذ ، وبالتالى ليست هنالك مخاوف  منتظرة لهذه الاتهامات وان الامر برمته سيحسم فى اطار القانون .

                          اما الشارع السودانى  فقد وجد فيها مادة دسمة شغلت حيزا كبيرا من مساحات الاحتقان التى ظلّت تلازمه خلال سنوات حكم الانقاذ وان صاحبه بعض القلق والمخاوف من ان تقود الى منزلقات لا يتمنى ان يجد نفسه فى اتونها ، وهذا يعنى ان درجة الوعى العالية التى يتمتع بها تبدو ترياقا ناجعا فى مثل هذه الظروف يحول بينه وبين الاستدراج لمثل هذه المهاوى التى فجعته مشاهدها الجارية فى بعض الدول العربية ، فردة فعله اتسمت بالهدوء العميق وبمتابعة مجريات الاخبار من مختلف مصادرها بما فى ذلك مجالس المدينة  التى زخرت بتحليلات واستنتاجات وتوقعات تقترب وتبتعد عن الواقع بمقدار حجم المعلومات المتوفرة للمتلقين .

                          و المحاولة حسب ما اعلن عنها من تفاصيل حتى الآن ، مقارنة مع مواقع المتهمين وردود الفعل التى اعقبتها، تبدو معها البنية الامنية على قدر كبير من التماسك والقدرة على الاحتواء، وهذا ما يبعث على الاطمئنان ، ولكن المراهنة على ثبات حالة الوعى والاتزان والهدوء التى اعقبت الاعلان عن هذه المحاولة دون ان تتحرك السلطات بخطوات متسارعة تجاه ايجاد حلول لقضايا الساعة المعلومة تبدو مراهنة خاسرة ، فالقضايا العالقة بأتفاقية نيفاشاعديدة وخطرة ، وقضايا الاقتصاد مهددة بالانفجارات ، وقضايا السياسة لم تستقر بعد على معادلة  تبعث على الطمأنينة من ان لا يؤدى احتدام الصراع الى ما لاتحمد عقباه ، وقضايا الحقوق المهضومة ما انفكت تراكم فى الغبن .

                           الحكمة تقتضى استثمار حالة الوعى والهدوء والاتزان التى اعقبت هذه المحاولة لأنتاج واقع جديد يعيد كل مكونات الشعب السودانى الى حالة من الرضا والقبول مثل تلك التى الفها من قبل عهودا طويلة . وحمى الله السودان من كل شر . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...