الجمعة، 23 سبتمبر 2011

آخر رسالة سعودية لليمن


                    تبدو عودة على عبد الله صالح المفاجئة لليمن ، آخر رسالة سعودية للداخل اليمنى ، وايا كانت المضامين التى تحملها هذه الرسالة ، فأن درجة الغليان فى حراك الثورة اليمنية ينذر انفجارها اراضى المملكة العربية السعودية بنصيب وافر من شظاياه ، خاصة وان الحرب على الحوثيين كانت قد خبأت فى باطنها قدرا من الثأرات تبدو معه استمرار الازمة باليمن سبلا كفيلة بأن تبلغ غاياتها ، ويبدو ان القصف العشوائى العنيف بالأسلحة الثقيلة الذى طال الساحات والشوارع والمنازل والذى قامت به الاجنحة الموالية له داخل الجيش اليمنى كان له حضوره الفاعل فى اسباب هذه العودة المفاجئة ، فالسعودية آخر من يرغب فى انزلاق اليمن الى حرب اهلية تفتح علي حدودها ابوابا من الجحيم .

                     ثمة امل يتراءى خلف هذه العودة بأن تكون المبادرة الخليجية مصحوبة بالتفويض الذى اصدره على عبد الله صالح من مشفاه بالرياض لنائبه للوصول مع المغارضة الى صيغة اتفاق يحقن الدماء  ويفتح افقا سياسيا ديمقراطىا جديدا يلبى مطالب ابناء اليمن ويديم استقرارها وامنها ، ثمة امل ان تكون هاتين المبادرتين الاخيرتين قد صادفهما النجاح وتبقت بصمته الاخيرة عليه ، خاصة وان تصريح الادارة الامريكية المنادى بأنتقال فورى وكامل للسلطة يشىء بأن اتفاقا فى هذا الشأن بين القوى الاقليمية والدولية  قد صادف اخيرا قبولها .

                   وايا كانت الاجندة التى حملتها عودته المفاجئة ، فأن الثورة اليمنية باتت على بعد خطوات قصيرة من اعلان انتصارها ، فصمودها الرائع على الساحات والشوارع لم يبق للنظام القائم شرعية يتكىء عليها ، فهذا الصمود رسالة واضحة وكافية للعالم اجمع بأن ارادة هذه الثورة غير قابلة للكسر ، لا بالعنف المسلح ولا بالدبلوماسية الناعمة ولا بمراوغات السياسة ولا بالضغوط الاقليمية والدولية .

                    فأن كانت هذه الآمال التى تراءت خلف عودته المفاجئة مجرد بروقا خلبا ، فأن عودته لن تكون سوى عودة شبح ينتظره اكثر من قبر تبدو شواهد كل منها قائمة على معظم اراضى اليمن التى لطخ اياديه بدماء ابنائها  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...