الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

هؤلاء القتلة


               نشرت دورية (لانسيت) الطبية ، دراسة عن اعداد ضحايا الهجمات الانتحارية فى العراق للفترة من 20 مارس 2003 وحتى 31 ديسمبر 2010 اى خلال الاعوام السبعة التى تلت الغزو الامريكى للعراق وجاء فيها :-

                1- مقتل 12 الف و284 مدنى عراقى من اصل 108 الف و624 قتيلا مدنيا
                2- مقتل 200 من جنود التحالف بينهم 175 امريكيا
                3- اصابة 30 الف و644 مدنيا
(تفاصيل اوفى تجدونها عبر قوقل او بموقع اذاعة العراق الحر)

               الارقام مفزعة وتتحدث عن نفسها وتثير اسئلة اشدّ فزعا عن طبيعة النفس البشرية عندما تنحط الى هذا الدرك من التوحش ، وتدعو للتسآؤل عن هوية العقل الواقف خلف هؤلاء القتلة المتوحشين ، واهدافه التى تتخبى خلف دماء الابرياء ، واساليبه التى جعلت من ارض العراق ( لا رايات للموتى كى يستسلموا فيها ولا اصوات للأحياء كى يتبادلوا خطب السلام ) وانما ساحة مظلمة يتبختر فيها كل قاتل جبان يتصيّد ضحاياه من المدنيين العزّل المسالمين .

                رحلة البحث عن هوية العقل الواقف خلف هذا القتل البشع فى العراق ، تخرج فى اولها بحقيقة اننا امام عقل مسكون بالاجرام ومفتون بالقتل ، تقوده نزعة منفلتة فى عدائها للبشرية وللحياة ، عقل لا يردعه دين ، فضحاياه من كل دين وكل ملة ، لم يسلم منه المسلمون ، شيعة كانوا ام سنة ، ولم يسلم منه المسيحيون ، فلا اهل القبلة بمنجاة من جرمه ولا اهل الكتاب دع عنك اصحاب الديانات الاخرى ، استباح المساجد والكنائس قتلا وتفجيرا وتهديما معلنا بذلك عن احد وجوهه الكريهة ، عدوا للدين الذى تحرّم كل رسالاته قتل النفس بدون حق ، اما عداؤه للبشرية  فصوره اكثر بشاعة بأستهدافه للنساء والاطفال والشيوخ الذين حظيوا طوال التاريخ البشرى حتى فى اكثر عصوره توحشا وانحطاطا بأوضاع آمنة ، يكمن فى الاسواق والطرقات ووسائل النقل ويعتدى على حرمات البيوت عدوّا للحياة بلا منازع .

                هذه هى هوية العقل الواقف خلف الهدر الفظيع للأنسانية فى العراق ، من العار ان يكون ممثلا لجهة سياسية داخل العراق  ، ومن العار ان يقف اهل العراق على اختلاف اطيافهم مكتوفى الايدى امام وحشيته المنذرة بأكثر منها هولا وفظاعة اذا نجح فى الوصول الى السلطة ، ومن العار ان يكون ممثلا لجهات اقليمية او دولية ترى فى الدم العراقى المهدر على الطرقات والمساجد والاسواق قربانا لمشاريعها ايا كانت طبيعة هذه المشاريع ، ومن العار ان يقف العالم متفرجا على هذه المشاهد المخزية للأنسانية ولا يحرك ساكنا بينما مخابراته قادرة على احصاء الآهات فى مخادع الفاجرين ، وعار علينا جميعا ان يصبح المشهد العراقى مناسبة نتداول فيها احصاء الموتى .

                ما يجرى فى العراق وباء قاتل ومدمر و سريع العدوى ، يبدو الحياد فى مواجهته دعوة مريحة الى الانتقال  الى ديارك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...