فالخطاب فى تقديرى يبدو فى احد وجوهه محاصرة بارعة من نتانياهو لأى جهد من الادارة الامريكية يتصادم مع مشروعه لحل القضية الفلسطينية ، بمعنى آخر ان اختلاف وجهات النظر حول هذه القضية والتى اعلن عنها عقب لقائه مع اوباما لم تعد تمثّل عقبة امام مشروعه طالما ان القوة الوحيدة فى العالم - واعنى بها مجلسى النواب والشيوخ - القادرة على تحديد حركة البيت الابيض استقبلت الخطاب بتلك الحماسة التى يبدو مشهدها فى حد ذاته رسالة لأولئك الذين ظنوا يوما ان 90% من اوراق اللعبة فى هذه القضية بيد امريكا ، بينما لم يفهموا ان 100% من اوراق اللعبة بيد اسرائيل .
وبعيدا عن تفاصيل الخطاب وما طرحه من رؤى لحل القضية ، الا يجب على ذات المجلسين لدواعى اخلاقية ان تستمع للطرف الآخر فى القضية حتى ينأيا بموقفهما منها من شبهة الانحياز ؟
ردة فعل الفلسطينيين والعرب والمسلمين على هذا الخطاب تنبىء بأن التكاليف المترتبة على استمرار هذا الصراع آخذة فى الارتفاع سواء على صعيد الامن والسلم الدوليين او على صعيد امن وسلام انسان المنطقة او على صعيد المصالح القائمة بها والجارية عبرها ، ويخشى ان تنزلق المنطقة الى حالة من الفوضى يصعب السيطرة على انفلاتاتها اذا استمر السعى وراء السلام رهينا بألاعيب محكومة بتنافس سياسى هنا وهناك ومكاسب آنية لا تضع اعتبارا لأجيال قادمة ، فالسلام منشد البشر على مر العصور ويستحق الوصول اليه التضحيات الجسام ، فلتجتمع كلمة الفلسطينيين على مختلف اطيافهم وتبدى التزامها بمواثيق ومعاهدات السلطة الفلسطينية ، فلن ينهار اهم اعمدة هذا الخطاب فحسب وانما ستفتح مسارات آمنة لبلوغ الجهود المبذولة الى قيام الدولة الفلسطينية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق