الاثنين، 2 مايو 2011

الشيفرة النوبية


متحف السودان
                      غريب جدا تحفظ الباحثين فى الحضارة النوبية عن الخوض فى بعض مكتشفاتها التى تؤكد حقائقا مذهلة يحتاجها عالم مضلل لعصور طويلة ، والاغرب من ذلك مآلات البحوث والاكتشافات التى تمت على مدى اكثر من قرنين من الزمان ولا زالت تجرى على يد بعثات آثارية يقودها افضل علماء الآثار فى العالم ، والاكثر غرابة ان تظل المؤتمرات الخاصة بالبحث فى اسرار هذه الحضارة فى حالة انعقاد دورى ، متنقلة من مركز غربى الى آخر ومع ذلك تظل اوراقها اما طى الكتمان واما متداولة فى نطاق ضيق .

                      دان براون مؤلف ( شيفرة دانفشى ) بدا لى فى بعض فصول الرواية المرتكزة على فكرة الانثى المقدسة قريبا جدا من دخول منطقة الحضارة النوبية المحظورة ، او بمعنى اصحّ ، هاربا من اكثر بيّناتها صدقا فى التاريخ ، فالرواية بأحداثها المتصلة بأكثر الاعمال الفنية ابداعا فى التاريخ ( لوحة الموناليزا ) و ( العشاء الأخير ) وربطهما ببراعة مدهشة وممتعة للغاية بفكرة الانثى المقدسة ودورها فى حياة السيّد المسيح عليه السلام ، كنت سعيدا من فرط يقينى بأن الرواية حتما ستصل بنا ولو بعد حين الى اللوحة الجدارية الموجودة بمدخل متحف السودان القومى وتلك التى تصوّر السيّدة مريم العذراء عليها السلام وهى تحمل السيذ المسيح طفلا وتقدمه لملكة نوبية كلوحة تبدو الوحيدة و الأكثر تعبيرا لفكرة الانثى المقدسة ، فالقداسة فى اعلى تعبير لها تجسّدت فى السيّدة مريم العذراء عند ولادتها السيّد المسيح ، واللوحة التى تضفى على قداسة السيّد المسيح بجانب قداسة امه العزراء عليها السلام ، قداسة ملكة نوبية يكفى حضور السيّد المسيح وهو طفل بين يديها دلالة لما لهذه الانثى الملكة من قداسة وتبدو اللوحة الاكثر تعبيرا لفكرة الانثى المقدسة والاكثر تعبيرا لدورها فى حياة السيد المسيح .

                     من زاوية اخرى ، كانت ممالك النوبة من اكثر ممالك التاريخ التى تربع على عرشها النساء ، مما يعنى انها الارض الى نبعت منها فكرة الانثى المقدسة التى دارت حولها رواية ( شيفرة دافنشى ) ولكن دان براون لا يختلف








هنا كثيرا عن الباحثين فى الحضارة النوبية الذين سبقوه وهربوا من كثير حقائقها بنسبتها اما للحضارة الفرعونية - الصورة الكبرى للحضارة النوبية - او لحضارات الشرق التى يحتاج تاريخ غزواتها لمصر وللسودان مزيدا من التحليل والدراسة حول اصل منبع الحضارة خاصة بعد طوفان سيدنا نوح عليه السلام .

                      كل هذا الغموض الذى تفنن واحترف تغطية آثار وتأثيرالحضارة النوبية على حياة البشرية ، يجعل ابناءها اكثر اعتزازا بها ، وحتما سيجىء ذالك اليوم الذى يكتشف العالم فيه ان اناسا هنا تحملّوا اعباءا كبيرة وقدموا تضحيات عظيمة فى سبيل رقى وتقدم الانسان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...