السبت، 14 مايو 2011

القذافى بديلا لبن لادن


                     هل يصير القذافى بديلا لأسامة بن لادن ؟

تبدو الاجابة على هذا السؤال غاية فى التعقيد ، فبالرغم من التقدم الملحوظ الذى احرزه المجلس الوطنى الانتقالى على الصعيد الداخلى والخارجى ، الا ان نهاية الحرب فى ليبيا تبدو غامضة فى نتائجها ، خاصة فيما يتعلق بمصير القذافى اذا تمكن الثوار من اسقاط نظامه واقتحام آخر معاقله ، فالرجل ومن خلال تعاطيه مع هذه الحرب وما يحكى عن ترسانته العسكرية ونوعيتها المعلومة لدى اسواق تجارة الاسلحة والغرابة التى احاطت بغيابها عن ميادين القتال او ربما عن ساحات الاعلام ، تثير من الاسئلة ذات القدر الذى تثيره من المخاوف .

                  ولكن امر هذه الاسلحة يبدو اخف خطرا اذا ما قورن بالقذافى ، فالرجل فى حد ذاته يبدو سلاحا فتاكا ومدمرا ، فحكمه لليبيا على مدى اربعة عقود من الزمان كان قد ربطه ابان الحقبة السوفيتية بأكثر التنظيمات ريديكالية فى العالم ، ويعلم البريطانيون جيدا علاقاته التى كانت قائمة مع الجيش الجمهورى وما خفى كان اعظم ، ولا شك ان ثمة خيوط قد ربطته بالألوية الحمراء وبادر ماينهوف والجيش الاحمر اليابانى فضلا عن عدد من المنظمات والخلايا الفلسطينية الثورية ، وبالرغم من ان هذه المنظمات والخلايا تبدو الآن فى ذمة التاريخ الا ان المال الذى بحوزته قادر على خلق مثلها وتوظيفها لحملة انتقامه المرتقبة اذا بقى طليقا وهو المرجح حتى الآن بعد ان فشلت الضربات الجوية التى استهدفته خلال الطلعات الفائتة .

                   اما اخطر اسلحته التى لم يتوانى فى الجهر بها والتى تبدو فى تقديرى احد العوامل التى دفعت الدول الاوروبية التى خاضت بثقلها فى هذه الحرب العمل على تصفيته متجاوزة بذلك قرار الامم المتحدة هى ، ان الرجل كان غارقا حتى اذنيه فى كثير من المؤامرات او لنقل المشاريع التى نفذت بالمنطقة بالاشتراك مع اطراف اوروبية رسمية كانت او غيرها بدءا من حادثة طائرة الخطوط الجوية البريطانية التى كان على متنها اعضاء انقلاب يوليو فى السودان بقيادة الرائد هاشم العطا وانتهاءا بمؤتمر القمة الافريقية الاوروبية الذى نجح القذافى فى اخراجه وفقا للارادة الاوروبية و مرر اهم اجندتها وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية التى سيصبح وللمفارقة اول مطلوبيها قريبا ، فقد هدد صراحة بكشف كواليس هذا التاريخ الطويل من التآمر ، وهو امر يبدو قريبا من طبيعته الخارجة عن المألوف ، فأذا كان قد بدأ بكشف عملية تمويل حملة ساركوزى الانتخابية الفائتة والتى جرّت معها برليسكونى ، فالقادم يبدو اخطر ومن شأنه ان يحدث تأثيرا كبيرا فى الخارطة السياسية لبعض بلدان اوروبا فى المستقبل القريب فضلا عن تأثيره على علاقاتها بالعالم العربى والاسلامى والافريقى .

                  من هنا تبدو امكانية الوصول الى تسوية بين طرفى النزاع فى ليبيا بوجود القذافى امرا مستحيلا رغم مناشدات الامم المتحدة ومساعى الاتحاد الافريقى وعدد من الدول ، فهدف الحرب الآن اصبح القذافى ، هكذا طالب المجلس الوطنى الانتقالى ، ولهذا تلاحقه الطلعات الجوية ، وهو ما دفعه للرد عليهم بأنهم لن يطالوه مهما فعلوا ، كأننا امام مشهد لمطاردة شبيهة بتلك التى طالت اسامة بن لادن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...