الثلاثاء، 17 مايو 2011

فى انتظار اوباما


                     يوم الخميس القادم تتجه انظار واسماع وعقول العالم العربى الى مقر وزارة الخارجية الامريكية حيث يلقى الرئيس اوباما خطابا حول سياسة امريكا تجاه الشرق الاوسط والاحداث الجارية فيه ، والخطاب فى هذا التوقيت وفى حصرية مخاطبته لأكثر منطقة ملتهبة فى العالم ومثقلة بقضايا مزمنة وشديدة الخطر على الامن والسلم الدوليين وعلى المصالح الحيوية القائمة بها والجارية عبرها ، تقف على رأسها القضية الفلسطينية ، يكتسب اهمية عظمى لأنسان المنطقة الذى اعياه العيش فى ظل واقع لم تق
الرئيس باراك أوباما خلال خطابه في القاهرة منتصف عام 2009، ارشيف
ف انتهاكاته عند حدود الارض اوحقوقه التى نادت بها المواثيق الدولية وانما طال حتى حقه فى الحياة سواء بسبب معتقداته او عرقه او رأيه ، ولأن امريكا القوى العظمى المنفردة هى سيدة هذه اللحظة التأريخية ، وان كثيرا من المواقف تعزى هذا الواقع المزرى الذى يعيشه انسان المنطقة الى سياساتها ، فثمة حاجة هنا الى القاء الضوء على زواياهها .

                     فتونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الاسبق كان قد صرح عقب غزو العراق ، ان امريكا قد احكمت قبضتها على منطقة الشرق الاوسط ، مما يعنى ان حالة المنطقة فى خيرها وشرها معلقة فى هذه القبضة ، لكن التأريخ يشهد ايضا أن لأوروبا ابنية قائمة منذ ايام الاستعمار قادرة على الحركة بعيدا عن هذه القبضة ، وبالتالى فالحالة القائمة الآن بالمنطقة تبدو مصادرها شديدة الالتباس على الناظر اليها وثمة واجب اخلاقى هنا يلزم امريكا بطرح رؤيتها السياسية للمنطقة وللاحداث الجارية فيها بشفافية
تامة بغض النظر عن تبعات ذلك على احلافها الاستراتيجية او التكتيكية او تلك التى تمليها مصالح خاصة .

                     اما عالمنا العربى الذى يواجه انتفاضات غير مسبوقة لم تصل بعد الى غاياتها لا فى تونس ولا فى مصر ، وتبدو الحالة الليبية واليمنية والسورية ، منذرة  عند سقوط اطقمها الحاكمة بدورة جديدة  تحت ادارة الوجه الآخر لعملة ذات النظام  ،  فالاقصاء صار هدفا رئيسا لدى كل طرف ، و كل طرف يستقوى بخارج لا يهمه سوى الحصول على ما تملكه ارضه من موارد بأقل تكلفة ، فهذا العالم بأطرافه المتنازعة ، فى حاجة الى ان يحظى فى هذا الخطاب بادراك أن كفالة الحريات والحقوق والعدالة التى يحظى بها المواطن الامريكى ويتوق اليها نظيره العربى ، من المبادىء الملزمة للاعتراف بشرعية الحكومات وشرعية تعاملاتها مع العالم  .

                           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...