الجمعة، 6 مايو 2011

المصالحة والسلام


                      فى ظل الاوضاع المتفجرة التى شهدتها وتشهدها الآن المنطقة العربية ، خرج الشعب الفلسطينى الذى تحمّل عبء هذه الاوضاع عقودا طويلة مناديا بأنهاء الانقسام بين فتح وحماس ، وقد كان شعار (الشعب يريد انهاء الانقسام) الذى هتفت به جموع الفلسطينيين بالضفة وغزة فريدا وسط الشعارات التى نادت بها الانتفاضات العربية ، فقد بدا واضحا لفظ الشعب الفلسطينى للانقسام مع التمسك بطرفيه ، ويبدو ان الدقة التى صيغت بها هذا الشعار كانت عاملا قويا فى انهائه بما وفره من طمأنينة لفتح وحماس كطرفين شرعيين مسئولين عن انهائه ، وربما كانت الارضية التى بنتها الجهود المصرية على يد مخابراتها احد العوامل التى عجّلت بأنهاء هذا الانقسام ولكن المؤكد ان الارادة الفلسطينية ممثلة فى كافة قواها السياسية والاجتماعية ادركت ان الانقسام بتداعياته القاسية التى طالت غزة ولم تنج منها الضفة ، كان كارثة حقيقية على القضية فأجتمعت على انهائه .

                      لاشك انه انجاز كبير ومفرح كونه اعاد لحمة وتماسك هذا الشعب الصبور من جديد ، ولكن فى غمرة هذا الفرح يجب ألا يغيب عن الوعى ان ثمة مطلوبات من شأنها ان تعيد الموقف الفلسطينى من عملية السلام الى ذات المربع الذى سبق عملية الانقسام ، فما ان انتهت مراسم التوقيع على الاتفاق حتى خرجت علينا الرباعية بشروطها ،  وخرجت علينا اسرائيل التى اخذتها الصدمة بهذيانها الذى اشترط لمواصلة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ، استمرار القطيعة مع حماس وتكريس حالة الانقسام الذى طالما تزرعت به عقبة امام الوصول لأتفاق نهائى مع الفلسطينيين .

                      من هنا يبدو ان القوى السياسية فى فلسطين امام تحد كبير للخروج بموقف عقلانى تجاه قضية السلام واقامة الدولة الفلسطينية وتجاه قضية الحفاظ على لحمة الشعب الفلسطينى وتجاه كفالة سبل عيشه وحرياته وحقوقه داخل اراضى السلطة بالضفة وغزة وفى الملاجىء ، وهو تحد يحتاج الى دعم ارادة بعضها البعض تجاه هذه الاهداف ويحتاج من قبل ومن بعد ان يدعم المجتمع الدولى هذا الاتفاق ، فوحدة الشعب الفلسطينى اساس الحل .

                     امنياتى للشعب الفلسطينى بدوام الوحدة وقيام دولته التى انتظرناها طويلا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...