الأحد، 10 فبراير 2013

ضمير مستتر


                       مصر بلد العجائب ، وآخر عجائبها تشكيل جديد عجز حتى مؤسسوه عن تكييفه ، وكناية فى هذا العجز اطلقوا عليه (جبهة الضمير) ، ولأن الضمير فى هذه الجبهة بعضه غائب وبعضه مستتر ، اصبح هذا التشكيل بسبب نشأته المفاجئة وتوقيته الغريب ، اضافة جديدة لتعقيدات الازمة القائمة فى مصر ، ومدعاة للشفقة والرثاء لما وصل اليه الحال هناك ، وربما السخرية ايضا والا كيف نفسّر حاجة الضمير المصرى لجبهة حتى يتمكن من قول الحق فى راهنها السياسى ؟!! ليس هذا فحسب بل بلغ الامر ببعض مؤسسيها ان يحجبوا اسماءهم لأسباب تفهمها المعلنون عن هذه الجبهة دون ان يذكروا شيئا منها ، فما هذه الجبهة التى يخجل او يخاف ضمير المنتسبين اليها من الافصاح عن هوياتهم ؟!!!

                       حالة العنف التى اجتاحت الشارع المصرى لا تحتاج الى تشكيلات ايّا كانت طبيعتها ، وانما تحتاج الى سيادة حكم القانون واحترام هذه السيادة وهو ما افتقدته مصر منذ ان بدأت مقرات القانون والعدالة تخضع لعمليات حصار ممنهج ومدعوم سياسيا ، وتحتاج الى ان يستعيد الامن المصرى قدراته وكفاءاته وخبراته وتكييفها وفقا للمناخ السياسى الجديد بمبادئه التى حملتها ثورة 25 يناير واهمها الكرامة الانسانية ، ويحياج ان تتفهم القوى السياسية حاكمة ومحكومة ان الاحتشاد والتظاهر والمسيرات السلمية ليس حقا ديمقراطيا اصيلا فحسب وانما ايضا احد اجمل سمات الديمقراطية وتستطيع ان تحمى وتلفظ من بينها كل جماعات العنف والتخريب والشغب متى ما ابدت السلطة الحاكمة احترامها لهذا الحق ولمطالبه .

                       العنف المنبوذ فى هذه الحالات هو عنف السلطة حين يخرج عن اطار القانون ، وهو الذى يستدعى بالمقابل عنف الآخر المتظاهر ، وما تحتاجه مصر الآن هو تحقيق نزيه وشفاف تشارك فيه الجهات الرسمية والسياسية والشعبية التى عايشت حالات العنف التى صاحبت التظاهرات الأخيرة ، لأماطة اللثام عن الجماعات المندسة داخل المظاهرات وداخل الاجهزة الرسمية التى تسببت فى هذا العدد الكبير من الضحايا واخذت تدفع مصر شيئا فشيئا نحو فوضى قاتلة ، ويكفى مصر ما فيها من جبهات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...