الاثنين، 11 فبراير 2013

فى ذكرى تخلى الرئيس


                        ( الثورة مستمرة ) هى العبارة الامثل لتوصيف الحالة المصرية ، فخطاب تخلى الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك والذى اذاعه اللواء عمر سليمان نائبه المستجد ورجل المخابرات (الاسطورى) كان اكبر خدعة ابتلعها الشعب المصرى بكل سهولة ويسر وقام بهضمها سريعا دون ان يكلف احدهم نفسه سؤالا فى غاية البساطة : لماذا لم يذع الرئيس الخطاب بنفسه ؟!

                         ولأن هذا السؤال لم يجد حظه من التناول داخل النخب المصرية او داخل النخب العربية المنبهرة بأنتصارات (ثورات الربيع العربى) فأن تناوله فى ذكرى اعلان (تخليه) يبدو امرا واجبا حتى لا تصبح الخديعة آلية جديدة مباركة فى العمل السياسى ، خاصة حينما يتعلق الامر بمصير شعب قدم ارواحه ودماءه وحرياته من اجل التغيير لحياة افضل .

                         لا استطيع الاجابة على هذا السؤال والرئيس (المتخلى) نفسه قد اتيحت له فرصة ذهبية خلال محاكمته كان من الممكن ان يدحض ويهدم خلالها سيناريو التنحى من اساسه ويربك الساحة المصرية المرتبكة اصلا منذ ان سيطر الفساد على مفاصل الدولة ابان فترة حكمه وحتى محاولات سيطرة الاسلام السياسى عليها الآن ، ومع ذلك يظل السؤال قائما .

                          المعلومات التى تسربت اخيرا وتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى ، تشير الى ان الرئيس محمد حسنى مبارك كان قد ارسل خطابا مسجلا ليبثه التلفزيون الرسمى تضمن قرارا بأعفاء المشير طنطاوى وبعض كبار قادة القوات المسلحة ، وان مدير التلفزيون القومى ولأسباب يعلمها امسك عن بث هذا الخطاب ، وان هذا الحراك الرئاسى فى مصر كان يجرى فى اوج غليان الشارع المصرى ، فأذا صحت هذه المعلومات فالمؤكد ان العالم قد شهد انقلابا عسكريا فريدا من نوعه ، تولى مقاليد الحكم فى البلاد دون الحاجة الى البيان المألوف عند الانقلابات والذى يأتى مسبوقا دائما بمارشات عسكرية تثقب الآذان .، بأختصار (تغدت قيادة الجيش بالرئيس قبل ان يتعشى بها) وقطعت الطريق على الثورة المشتعلة فى الشارع ، وعجزت فى الختام عن ترتيب الاوضاع على النحو الذى ارادته لتكون تحت مظلة الفريق احمد شفيق بسبب استمرار الثورة على يد من اشعلوها ولا زالوا يمسكون بشعلتها .

                        فى تقديرى ان ما يجرى الآن من قبل الاخوان المسلمين وحلفائهم تجاه قوى الثورة فى مصر لن يخرج فى مساره ولا فى ختامه عن محاولات المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى وما انتجته من ارباك الحياة السياسية فى مصر ، استقرار الاوضاع رهين بالاستجابة لمطالب الثورة المصرية لا الانسياق وراء وهم الخديعة .
                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...