الجمعة، 15 يوليو 2011

غياب فى حضرة السلام



                    كل خطوة نحو السلام تستحق التأييد والمؤازرة ، فالسلام منشد البشر ، و غاية جميع رسالات السماء ، واتفاق السلام الذى وقع بالدوحة بين حكومة المؤتمر الوطنى وحركة التحرير والعدالة ، ايا كانت الآراء والمواقف التى تحفظّت على قدرته فى اشاعة السلام بالاقليم المضطرب قرابة عقد من الزمان ، وبغض النظر عن صحة هذه التحفظات من عدمها ، فأنه لاشك قادر على خلق ارضية سلام ، على الاقل فى حدود تأثير حركة التحرير والسلام داخل الاقليم ، وان ينعم جزء من ارض دارفور بظل السلام افضل من أن يشقى بجحيم الحرب ، وكل الأمل ان يمتد السلام الى كافة انحاء الاقليم .

                   
                   وبعيدا عن تفاصيل هذا الاتفاق ، الا ان ثمة ملاحظة ملفتة للنظر ، هذه الملاحظة تتعلق بالتوقيت الخاص بالتوقيع على هذا الاتفاق ، فقد تزامن مع احتفال الامم المتحدة بضم دولة جنوب السودان العضو رقم 193 ، وهذا التزامن يبدو فى تقديرى مثارا لاسئلة مقلقة ، فبجانب ما اوحى به من دلالات فقد وفّر اسبابا منطقية لغياب دولة جنوب السودان عن حضور ومباركة هذا الحدث ، فحضورها بما لها من علاقات بحركات دارفور المعارضة كان من شأنه ان يعزز من هذا الاتفاق ومن فرص توسعه ليشمل بقية الحركات ، ويعزز من جانب آخر الثقة بين دولتى الجنوب والشمال على الاقل كسانحة لأبداء حسن النوايا ، ومع ذلك لم تفطن حكومة جنوب السودان لما يمكن ان يعنيه غيابها عن هذا الحدث  فى نظر البعض , خاصة وانها كانت فى ظل هذا النظر ، عبارة عن قاعدة عدائية وفرّت لحركات دارفور التى ما زالت متمترسة خلف مواقفها رغم جهود السلام العديدة حرية الحركة .

                       كذلك يبدو غياب مصر من جملة دول الجوار التى حضرت التوقيع بمستوياتها الرفيعة مثارا لأسئلة كثيرة ، فأذا استبعدنا غيابها لظروفها الداخلية ، واستبعدنا غيابها لمواقفها السابقة من قطر والتى انتفت اسبابها بقيام الثورة ، فأن هذه الاسئلة من شأنها ان تنظر الى هذا الاتفاق فى ظل هذا الغياب من زاوية موقف لا يخرجه عن كونه مجرد حدث يحمل ذات طبيعة المد والجزر فى ثنائية صراعات السودانيين التى دارت ابان الحكم الثنائى .

                      ورغم ان هذا الغياب يضفى اعباءا على هذا الاتفاق لها تأثيرها على جهود السلام الجارية بأقليم دارفور ولكن ثمة امل يلوح فى آفاقه بأن يكون فى حد ذاته آلية جاذبة من شأنها ان تدفع اطراف الصراع التأريخى وحلفاءهم الى مساع حثيثة لجلب مزيد من الحركات المعارضة الى دائرة السلام من اجل الحفاظ على توازن ضرورى لأستقرار وامن السودان، وهو توازن من الممكن ان يكون فى ظل الاوضاع الحالية محققا لكثير من الآمال والطموحات التى قادت ابناء دارفور الى التمرد .

                      اتمنى ان يكون هذا الاتفاق فاتحة خير لكل ابناء السودان بمختلف اعراقهم وفى مختلف جهاتهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...