الأربعاء، 6 يوليو 2011

ديننا زينة الآخرين


الفيديو من موقع بى بى سى العربية
                   فى اليومين الفائتين ، ادهش زوجان يابانيان العالم ، حين اقاما حفلا بهيجا بمناسبة طلاقهما ، المشهد بما فيه من تسامى انسانى فريد بلغ حدا من صفاء النفس بدا فى نظر الكثير من المسلمين حدثا مأخوذا من مخيلة تحاول اعادة صياغة المجتمع البشرى المتعب بالكراهية والخصومة على شاكلة محاطة بالمودة والتسامح اوان المشهد برمته ليس الا فصلا من احدى مسرحيات اللا معقول ، بينما المشهد فى حقيقته كان تفسيرا مدهشا فى بساطته للجمال المتدفق من قيم ديننا ( عاشروهن بمعروف وفارقوهن بمعروف ) .

                   تصوروا بعد 1400 سنة يأتى زوجان يابانيان ليكشفوا لنا سر الجمال الكامن فى مفردة ( معروف ) المفردة التى امرنا بها ديننا داخل النص اعلاه ، فالحق يقال ، لم نكن نعرف من اسرار جمالها الا تلك الاحتفالات والولائم التى تسبق المعاشرة ، اما الفراق فقد استقر فى مخيلتنا اما دعوة على ابواب المحاكم الشرعية واما حلقة خطابية من بذاءات على الشوارع وفى البيوت واما ان يبدو فى احسن الاحوال ، مضخة لمشاعر حاقدة تنضح بكل سوء ، فلا مكان للمعروف عند الفراق الا ما ندر .

                    فهل نحزن ام نفرح عندما نرى قيم ديننا عند الآخرين زينة يباهون بها العالم ؟

                     لا الحزن يجدى هنا ولا الفرح ، هنا موقف الغضب بأمتياز ، الغضب من هذا الاسر الطويل تحت قيود فقه يسعى عمدا او جهلا بأن لا يرى من جمال الدين سوى المنع والامتناع عن سلسلة طويلة من الحقوق التى كفلها لنا الدين بصريح النص ، ثم نكتشف ان عين هذه الحقوق الممنوعة والممتنعة علينا ، صارت مواثيقا تواطأ عليها العالم من حولنا وسما بها الى آفاق بعيدة نحتاج قرونا للحاق به ، فهل يجدى الغضب ؟

                    لا يجدى الغضب ، فقد ظل فعلا مستمرا ولم يقف عند قول الشاعر ( يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ) ومع ذلك لم يغيّر شيئا ، وحده العقل قادر على التغيير ، نحتاج الى ان ينشط فينا العقل ويستل من الركام الذى احاط بديننا جمال هذا الدين الحقيقى ويبسطه فى حياتنا زينة ترقى بنا فى المحافل شرقها وغربها ، ( افلا تعقلون )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...