الأربعاء، 13 يوليو 2011

عودة الى الثكنات


                 ما زال الاخفاق ملازما لتعاطى النظام السورى مع انتفاضة شعبه ، بدءا من استهانته بالمطالب المحدودة التى حملتها بداية التظاهرات وانتهاءا بأقحام الجيش فى قمعها ، حتى وصل الآن الى اخطر منعطف يمكن ان تواجهه الدولة ، فالتهديد لم يقف عند حدود النظام بل تخطاه الى حدود الدولة التى مازالت خاصرتها الغربية (الجولان) ترزح تحت الاحتلال ، وهنا يبدو فى تقديرى مكمن الخطر الاكبر الطاغى على كل المشهد السورى الراهن .
 
                 والخطر هنا ليس كما يتصور البعض قائم من احتمال اندلاع حرب جديدة على هذه الجبهة وانما فى موت هذه الجبهة نفسها اذا استمر النظام فى السلطة بمنهجه الراهن الذى اخذ يستعدى عليه اقوى اطراف المجتمع الدولى واكثرهم حماسة للتدخل فى مجريات الاحداث بالمنطقة ان لم يكن لحماية مصالحهم القائمة بها فلتمرير ترتيبات او مشاريع تحمى وتضاعف من هذه المصالح ، خاصة بعد ان فتحت شهيّته الثغرات والزرائع التى وفرتها سياسة النظام بأريحية مدهشة والمتجليّة فى اشكال القمع والقتل وحالة الرعب التى قادت كثيرا من السوريين الى اللجوء .

                 بعد الموقف الامريكى والفرنسى الاخير من الاحداث بسوريا ، وترحيل هذه الاحداث الى مجلس الامن ، يكون الوضع فى سوريا قد اقترب من سيناريو يبدو اشد خطرا من السيناريو الليبى ، فجوارها مع اسرائيل ووقوع الجولان تحت احتلالها ودور سوريا الاقليمى فى قضايا المنطقة ، اخضعها على مدى عقود طويلة لحملات تفتيشية دائمة لقدراتها العسكرية و تطورت هذه الحملات اخيرا لضربات عسكرية وامنية كما شهدنا ذلك فى عام 2007 على مفاعل الكبر الذى لم تنته تداعياته بعد ، فضلا عن الادعاءات القائلة بوجود منظومة نووية اخرى تروج لها بعض المراكز الغربية ، وهذا يعنى ان هنالك مخاوف متصاعدة من البنية العسكرية السورية ، مما يعنى ان مشروع استهداف الجيش السورى فى تصاعد وينتظر السانحة المواتية للقضاء عليه ، وليس هناك فى تقديرى سانحة افضل مما توفره الاوضاع السورية الحالية وسياسة نظامها الذى اخرج جيشه المستهدف فى العراء بحجة مقاتلة جماهير ساخطة على اوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .

                   ان كان هنالك ما يزال ثمة عقلاء داخل النظام السورى ، وان كان هنالك ثمة عقلاء داخل الجيش السورى ، فليعملوا فورا على اعادة الجيش الى ثكناته ، او اعادة السلطة الى الشعب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...