الثلاثاء، 5 يوليو 2011

معيار الطهارة


دومنيك ستراوس كان مدير البنك الدولى السابق
                    ان تكون مديرا للبنك الدولى فى زمن تخنق فيه العالم ازمة مالية مستفحلة ، هذا يعنى انك فى خطر ، وان مسحا استخباريا سيبدأ مهمته من لحظة صرختك الاولى وينتهى عند آخر مقر تبيت فيه ، بحثا عن فضيحة من ذلك النوع الذى يلوى يدك ويدفعها صاغرة كى توقع اما شيكا على بياض واما استقالة ، الفضيحة وقد علمناها ولكننا لا ندرى طبيعة المفاوضات التى دارت بين (دومنيك ستراوس كان) مدير البنك الدولى السابق واسياد المال فى عالمنا واختتمت بأجراءات جنائية قادته فورا الى الأستقالة ، او بمعنى ادق قادت الى وضع نهاية لسياسة تولى امرها طوال فترة ادارته السابقة ، ولاندرى طبيعة الاصطدامات التى احدثتها تلك السياسة مع دولة هنا او مجموعة هناك فى عالم المال العالمى ، ولا يهم كثيرا ان ندرى تفاصيلها ، فالبنك الدولى ظل فى مفهومنا عدوا مستبدا احترف قصقصة ميزانية الدول النامية وخصخصة مؤسساتها ليخضع معدة شعوبها لسلطان المال العالمى ويحافظ بذلك على عبودية مغلفة بشرعية رضا الامر الواقع .

السيدة التى اتهمته بالتحرش بها
                   ما يهم فى هذه القصة ليس مدى صحة تفاصيلها القابلة للتأكيد والنفى والتى تبدو بمعايير الحبكة العادية قصة ينقصها الكثير كما  ان النبش الذى اخرج من تاريخ الرجل قصة اخرى لتدعم حبكة الاولى ، لا يبدو بقادر على ان يسوّق الفضيحة فى رحاب الضمير والقانون رغم رواجها الواسع على الميديا العالمية ، ولو كان خلف الرجل فى رئاسة البنك الدولى من غير موطنه لما تم هذا النبش من اصله ، ولخرج علينا خطاب فرنسى يكاد ان يدفع بالتحرش اذا ثبتت الادانة عليه ، ليأخذ موقعه ضمن مصفوفة حقوق الانسان ،  ما يهم فى هذه القصة حقا ، ان الغرب الذى تزخر مدنه بالمواخير وشبكات العهر والفجور المحمية بموجب  القانون ، هذا الغرب المنعوت بالكفر والرزائل ، تأبى اخلاقه ان يفلت رجل من العقوبة اذا دعاه فجوره الى التحرش بأمرأة حتى وان كان ذلك الرجل مديرا للبنك الدولى وكانت تلك المرأة خادمة فى فندق .

                    هذه هى معايير المحافظة على الطهارة فى الحياة العامة عند الغرب ، لا تهاون فيها ولا تستر . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...