من ينظم الحركة فى هذا الطريق ؟ بل من اين يتدفق هذا الزحام المتزايد فى كل لحظة ويغرى الخلق بالتيه فيه ؟ كيف اسير اليك وسط هذه الحشود التى تدعونى لمباراتها الى مجاهيل لا اعرفها ولا ارغبها ؟ كيف الوصول اليك يا غاية الغايات ؟ كيف الوصول اليك نظيفا من هذا الغبار البشرى العالق فىّ بكل خطاياه ؟
قال الشاعر حسن العبد الله ( الطريق الى الله ضيّقة بحيث لا يستطيع ان يسلكها الانسان الا بمفرده ) ، اين اجد ذلك الانسان لكى اصطفيه رفيقا قى الطريق ليفسح لى وافسح له حتى نصل ؟ هى ضيّقة بالفعل ، ضيّقة للدرجة التى دفعت اسياد الطريق ان يقولوا فيه مالم يقله احد او جماعة فى الحب او الخمر او الحرب ، سلام عليك سيدى البسطامى وانت تقول ( ان غبت عن الطريق تصل الى الله ) .
اين اغيب وكيف اغيب ؟ من يرشدنى الى معاقل الغياب ؟ الاسئلة جمرات فى النفس وعقبات فى الطريق ، الم يقل سيدى الحلاّج ( حقيقة الحق قد تجلّت فطلب من رامها عسير ) ، ورب العزة والجلالة يقول ( ان مع العسر يسرا ) سأدع كل اسئلتى تمضى مع الريح ، وسأرخى سمعى لصوت رحيلها علّنى ارتاح من نكزاتها ، وفعلت وتحررت فاتانى صوت نسائى رقيق يغنى ( انا قلبى دليلى ) وعلمت :
قلوب العاشقين لها عيون ترى ما لايراه الناظرونا
وألسنة بأسرار تناجى تغيب عن الكرام الكاتبينا
واجنحة تطبر بغير ريش الى ملكوت رب العالمينا
شكرا سيدى الحلاّج ، سأكون طوع هذا المندس بين ضلوعى واعرف اننى متى كنت طوعه ستكون الطرق طوع خطواتى ، وكلها تقودنى اليها ، وهى من تقودنى اليك .
عشقك يا امرأة سكينة فى الحياة وطريق الى الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق