السبت، 22 مارس 2014

تسلم عيونك يا شيرين


                         شيرين جميلة الجميلات اللائى احبتهنّ آلهة تلك الازمنة القديمة ، واختطف قلبها اقدمهم واطولهم ، انه فارسها نهر النيل ، زفت اليه من قبل الميلاد وربطت به حبلها السرى لتخرج علينا فى برنامج ( the voice ) عنقودا من عنب ، نديّا وريّانا ويتدفق حبا لأبناء وبنات النيل ، سلام عليك يا بنت يا نيل .

                         المفكر المصرى الكبير مصطفى الفقى قال ان السلطات المصرية تعاملت مع السودان بعقلية امنية ، يعنى ان سفيرها فى الخرطوم هو مجرد اسم حركى لضابط مخابرات كبير ، وحمّل هذا النهج فى السياسة المصرية مسئولية تهتك حبال الوصل بين البلدين ، لقد صدق فما يربط بينهما اقوى وصال شهدته حياة البشر ، انه الماء ، هذا النهر الذى اشعل اولى شرارات الحضارة البشرية  .

                         وفى الثمانينات نقلت الينا مجلة اكتوبر المصرية بعضا من وقائع عن امن مصر القومى قال فيها محمد حسنين هيكل ، ان الخطر على امن مصر يأتى دائما وعبر التأريخ من الشرق وتكفى الجنوب دبلوماسية هادئة لدرء اى مخاطر .

                          استمعت الى صيحات شيرين فى هذا البرنامج وهى مزهوة تتباهى بأبن النيل ، فأستمعت حينها الى اهتزاز وجدان كثير من السودانيين ، هى فى الواقع صيحات كانت تنادى فى تلك اللحظات مصر التى كنا نعرفها ، بلدا تحيطك بالألفة والامان ولا تحس فيها ابدا بغربة ، صيحات مسحت كل التفاهات التى استفرغتها بعض حثالات مصر فى ازمنة سوء الفهم بين الحكومات كتوفيق عكاشة وألجمت آخرين مثله كأسكراب المغنية اللبنانية مادونا الذى يجلس بالقرب منها حينما تطاول بعنصرية بغيضة تشبهه على نايل .
                           شيرين الآن سفارة مصرية قائمة فى قلوب ملايين السودانيين ، ويكفى انها فى لحظة الاختيار بين وهم ونايل ، قالتها بكل صدق انه اختيار بين عينها اليسرى وعينها اليمنى ، لقد بلّغت رسالتها للشعبين واستقرت فى عقلهما وقلبهما ، فهل تعى الحكومتان .

                                                      تسلم عيونك يا شيرين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...