صوت المؤذن فى الفجر ، اجش مثل عادم عربة مشروخ يتساقط النعاس من جانبيه ، اتبخلون على الله بصوت جميل ؟!، ليت صوت فيروز صار رفيقا للمؤذنين ، اذن لما بقى الطير فى وكناته ، ولأزدحمت المساجد بالخلائق كلها ، هذا نداء لله وليس للخلق ، والله جميل يحب الجمال ، يضخ فى كل ثانية جمالا جديدا على هذا الكون الفسيح ، الكون كله لوحة من الجمال الالهى ونحن من نضيف له القبح بقولنا وفعلنا ، يا بحار الدنيا اغسلينا من هذا القبح ، فنحن نريد الوقوف امام من جعل من الماء كل شىء حى .
هنا فى هذا الجزء من الكون الفسيح حيث توجد دنيتى ، يبهرنى خلق الله فيها ، انظر اليها واراها كأنها خلقت من اجلى فقط ، يا لهذا الكرم الالهى الفيّاض ، كرم لا استطيع حمله ، خلق واحد من خلقك فيها حين تجلى لى جمال خلقك فيه ، (لا كنت ان كنت ادرى كيف كنت ولا كنت ان كنت ادرى كيف لم اكن) هكذا عبّر عنى الحلاّج لحظتها ، وحين افقت اشعرنى بأنى احتاج الى اكثر من عمر كى اكتشف آخر حدائقك فيه ، خلق واحد من جمال خلقك ، يعادل دنيا بأكملها ، فكيف اعمل مع الدنيا الواسعة ؟
لحظات التيه هذه لن يخرجنى منها الا اقرب الناس اليك ، واقربهم اليك ربى اولئك الذين يذوبون فيك عشقا ، مولانا جلال الدين الرومى قال لى - فكل قول يقوله احسه لى- (مهما يكن ما تعرف ، مهما يكن ما لاتعرف سيبقى العشق هو الحقيقة الاسمى)
وللعشق لغة لا يفهمها الا عاشقان ، هى نفس الحروف ونفس الكلمات ، ولكنها لغة لها زمان ومكان وبوصلة تتوجه بها الى صاحبها اينما كان ، فأينما كان يكون التناجى بينهما ، واينما كانا يتناجيان يكوت التلاقى بينهما ، انه لقاء سرى تحت السمع والبصر دون ان يراهما الحاضرون او يسمعون مناجاتهما .
اقول كما قال مولاى جلال الدين الرومى :
(ممتلىء بك جلدا ، دما ، عظاما ، عقلا وروحا ، لا مكان لنقص الرجاء او للرجاء ، ليس فى هذا الوجود الاّك )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق