فكرة نقل الحرب الى الخرطوم رغم فشلها فى عملية الذراع الطويلة لحركة العدل والمساواة ، ظلّت فكرة حيّة لدى الحركات المسلّحة ، وتوجّت اخيرا بتوجه الجبهة الثورية العملى بأجتياحاتها لبغض مناطق شمال كردفان القريبة من العاصمة ، وما لم تفطن له قيادات هذه الحركات ، انها بتبنيها لهذه الفكرة ، اخضعت بطريق غير مباشر ابناء وبنات دارفور بالعاصمة ايا كانت مواقعهم للمراقبة والاعتقالات والملاحقة ، خاصة الناشطين منهم .
ودون الخوض فى ظلمات هذا الصراع الطويل التى امتدت لأكثر من عقد من الزمان ، فأن ما حدث بالامس القريب بجامعة الخرطوم ، يدعو للتسآؤل عن مغزى قيام فعالية ابناء دارفور عما يجرى هنالك من بشاعات لم تتوقف منذ عقد ونيف ، وان يتزامن قيام هذه الفعالية مع تغييرات على مستوى القيادات فى اجهزة الشرطة لم يمض عليها يوم واحد ، وكان قد سبقتها تغييرات فى اجهزة الامن والمخابرات فى وقت قريب ؟ .
ومع تقديرى التام لحق ابناء دارفور بالعاصمة فى الاحتجاج السلمى على ما يجرى بولاياتهم من بشاعات تدمى الضمائر ، ومع احترامى الكامل لمواقفهم هذه ، الا ان تزامن قيام مثل هذه الفعالية مع هذه التغييرات يبدو اقرب الى اختبار لمدى قوة الاجهزة الشرطية والامنية فى ظل قياداتها الجديدة منه الى احتجاج على واقع دارفور المظلم ، وهو توقيت يبدو بكل المقاييس سيئا وظالما فى حق هؤلاء الشباب وذويهم الذين يعلّقون عليهم آمالا عراضا ، فليس من العدل ان يصير ابناء دارفور فى الجامعات قرابينا لهوس هذا الصراع الدائر الذى من شأنه ان يلحق دارفور قريبا بمصير الجنوب .
يحزننى جدا قدر الدماء التى تراق هنا وهناك ، والارواح التى تهدر ، وما يخلّفه ذلك من خراب كبير فى النسيج الاجتماعى لهذا الوطن الذى ظلّت دارفور تشكل فيه خيوطا رئيسية ، ويحزننى اكثر ان ارى ذات الاجندة التى اخرجت الجنوب تقدل مختالة فى ساحة هذا الصراع .
العزاء لنا ولاسر جميع شهداء هذا الصراع ، واسأل الله ان يلهمنا الحكمة ويجعل العقل دليلنا فى الحياة لا المشاريع الكذوبة من اى موطن خرجت ، وان يجعل هذا الوطن آمنا ويرزق اهله من الثمرات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق