المنتسبون للخدمة المدنية وعلى وجه الخصوص فى منطقتنا على قناعة راسخة بصدق النظرية القائلة ( اذا اردت قتل قضية ما او مشكلة ما ، فكوّن لها لجنة ) وبحكم حالات الموت التى لحقت بالكثير من القضايا على يد هذه اللجان ، فقد استحقت ان يطلق عليها لجان الموت ، وبالتالى اصبحت مدعاة لليأس لدى اصحاب تلك القضايا او المشاكل ومدعاة على عدم جدية السلطات المسئولة او عدم قدرتها على ايجاد الحلول الناجعة ، بمعنى آخر ان المؤسسة الحاكمة بمنظومة قوانينها السائدة عاجزة عن حسم تلك القضايا والمشاكل ، وهو امر يجرد المؤسسة من المسئولية ويحيل هذه المسئولية الى لجنة تظل دائما محل جدل وتشكيك .
مظاهرات الللازقية |
و الحراك الجارى الآن على الشارع السورى وبمطالبه المنادية بالاصلاح يبدو دعما قويا للاصلاحيين فى السلطة ، وعليهم ان يستندوا عليه و يستبقوا الوقت لأنزال مشروعهم قبل ان تنفذ الى هذا الحراك اجندة تحوّل مساره الى مطالب قد تمضى بسوريا الى مهاوى شديدة الخطر ، فالمطلوب قرارت فورية ، فالوقت مع تصاعد الاحداث يبدو خصما من شأنه ان يحيل اللجان التى كوّنت لمعالجة الازمة الى لجان قاتلة لمن شكلها ، فالازمة متحركة على شوارع سوريا ، وتستقطب يوميا اطرافا جديدة بفعل ردود افعال السلطة تجاهها والتى تبدو اسيرة لمفاهيم واساليب تخطتها هذه اللحظة من تاريخ المنطقة المحاطة بأنتفاضات غير مسبوقة .
اصلاحيو سوريا امام محك حقيقى ، وامامهم سوابق قريبة ما زالت مآلات بعضها محاطة بالمخاوف ، واخرى لم تنطفىء نيرانها بعد ، وغيرها لا ندرى الى اين سينتهى بها الحريق ، فليخرجوا بمشروعهم من اقبية انظمة القرن الماضى الى فضاء حر يجمعهم بكل مكونات سوريا للخروج بها آمنة من هذا المنعطف الخطير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق