الجمعة، 1 أبريل 2011

لجان قاتلة


                   المنتسبون للخدمة المدنية وعلى وجه الخصوص فى منطقتنا على قناعة راسخة بصدق النظرية القائلة ( اذا اردت قتل قضية ما او مشكلة ما ، فكوّن لها لجنة ) وبحكم حالات الموت التى لحقت بالكثير من القضايا على يد هذه اللجان ، فقد استحقت ان يطلق عليها لجان الموت ، وبالتالى اصبحت مدعاة لليأس لدى اصحاب تلك القضايا او المشاكل ومدعاة على عدم جدية السلطات المسئولة او عدم قدرتها على ايجاد الحلول الناجعة ، بمعنى آخر ان المؤسسة الحاكمة بمنظومة قوانينها السائدة عاجزة عن حسم تلك القضايا والمشاكل ، وهو امر يجرد المؤسسة من المسئولية ويحيل هذه المسئولية الى لجنة تظل دائما محل جدل وتشكيك .

مظاهرات الللازقية
                 السلطات السورية كانت قد ادركت مبكرا ضرورة اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية لتفادى ازمة من الممكن ان تطيح بالنظام وربما الدولة كما يلوح فى آفاقها الآن ، الا ان تأخرها عن اجراء هذه الاصلاحات يعكس حالة من صراع ارادات داخل النظام القائم ، خاصة اذا اخذنا فى الاعتبار ان التيار الاصلاحى قد اعلن موقفه وبأسم السلطة منذ العام 2005 ، فثمة رسالة هنا تفيد ان قدرة الاصلاحيين وحدهم على انجاز مشروع الاصلاح لا تكفى ،  ، وسواء ادركت الجهات المعنية داخل النظام والتى وقفت عقبة امام الاصلاح او لم تدرك ، فأن الرسالة تبدو دعوة لمن يهمه الامر داخل سوريا ولمن يهمه امر سوريا بالتحرك ، وهو المنعطف التى تتحاشاه اى سلطة مسئولة بأعتباره ثغرة تنفذ منها اجندة شديدة الخطر.

                 و الحراك الجارى الآن على الشارع السورى وبمطالبه المنادية بالاصلاح يبدو دعما قويا للاصلاحيين فى السلطة ، وعليهم ان يستندوا عليه و يستبقوا الوقت لأنزال مشروعهم قبل ان تنفذ الى هذا الحراك اجندة تحوّل مساره الى مطالب قد تمضى بسوريا الى مهاوى شديدة الخطر ، فالمطلوب قرارت فورية ، فالوقت مع تصاعد الاحداث يبدو خصما  من شأنه ان يحيل اللجان التى كوّنت لمعالجة الازمة الى لجان قاتلة لمن شكلها ، فالازمة متحركة على شوارع سوريا ، وتستقطب يوميا اطرافا جديدة  بفعل ردود افعال السلطة تجاهها والتى تبدو اسيرة لمفاهيم واساليب تخطتها هذه اللحظة من تاريخ المنطقة المحاطة بأنتفاضات غير مسبوقة  .

                  اصلاحيو سوريا امام محك حقيقى ، وامامهم سوابق قريبة ما زالت مآلات بعضها محاطة بالمخاوف ، واخرى لم تنطفىء نيرانها بعد ، وغيرها لا ندرى الى اين سينتهى بها الحريق ، فليخرجوا بمشروعهم من اقبية انظمة القرن الماضى الى فضاء حر يجمعهم بكل مكونات سوريا للخروج بها آمنة من هذا المنعطف الخطير .
               
               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...