الجمعة، 22 أبريل 2011

الاصلاح ام التغيير ؟


                     مما لا شك فيه ان الدعوات التى خرجت مطالبة بالأصلاح فى البلدان التى اشتعلت بالثورات ، ولاقى اصحابها ما لاقوا من عنت وعسف وقمع انظمتها طوال العقود السابقة ، شكلت فى مجملها مرجعية صلبة لثورة الشارع العربى الآن ، ولكن هذه المرجعية تحتاج ان تستعيد مشروعها الاصلاحى الذى خرج وقتها ناضجا من اتون محارق انظمة القمع ليدفع هذه الثورات الى طريق عقلانى ويحميها من مخاطر الاختطاف والوقوع فريسة لفكر يبدو فى احسن حالاته الوجه الآخر من عملة ذات الانظمة التى تزلزلت عروشها الآن .

                      فلم يعد خافيا للمتابعين لهذه الثورات ان ثمة افكار اعتلت موجاتها ولا تختلف فى رؤيتها لأزمة الحكم فى بلادها عن رؤية نظامها القائم او نظامها المخلوع ، ويبدو ذلك جليّا فى تعاملها مع الآخر سياسيا كان هذا الآخر ام دينيا ام مذهبيا ام عرقيا دون اى اعتبار لحقوقه المكفولة بموجب المواثيق الدولية ودون اى اعتبار لحق المواطنة ، حدث ذلك فى مصر وفى تونس رغم ان اصلاحىّ الحذبين الحاكمين فيهما لعبوا ادوارا حاسمة مع حركة الثائرين فى اسقاط الطغم الفاسدة التى كانت تحكم البلدين .

                      هذا الفكر الاقصائى المتعنت المتمكن من عقلية بعض طغم النظام وبعض قيادات الثورة ، يبدو احدى العقبات الكؤودة التى تقف الآن امام تقدم الثورة فى كل من اليمن وليبيا ، ويبدو انه قد نجح فى جر الثورة فى سوريا الى الوقوف فى ذات المنعطف الذى تقف فيه ثورتا ليبيا واليمن ، وما يدعو للأسف والحسرة ان هذا النوع من التفكير الذى يهمه سقوط النظام واقصائه من الحياة السياسية فى بلده اكثر من استدامة الحريات وصيانة الحقوق وبسط قيم العدل والعدالة يبدو افضل حامى لهياكل حكم هذه الانظمة التى سحقت آدمية شعوبها عقودا طويلة من الزمن ، فأزمتنا ليست مع النظام ورموزه ، ازمتنا هى كيف نستعيد لأنساننا كرامته وحرياته وحقوقه ونحميها من اى تغوّل ، ازمتنا هى كيف اخضع انا وحاكمى امام القانون فى مساواة كاملة ، ازمتنا هى كيف نبنى اجهزة عسكرية وامنية هدفها الاسمى هو حماية امن وحريات وحقوق الوطن والمواطنين ازمتنا هى اننا نريد ان نؤمّن لأنفسنا جميعا ولأجيالنا القادمة حياة كريمة بلا خوف او ظلم .

                    فكيف ننجز هذه المهام العظيمة ؟ بالأصلاح ام بالتغيير ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...