الخميس، 7 أبريل 2011

امن البحر الاحمر


                     الهجوم الذى نفذته طائرة اسرائيلية بمدينة بورتسودان وراح ضحيته اثنان من المواطنين السودانيين يدعو الى مخاوف كبيرة على مستقبل هذه الولاية التى ظلت تمثل نافذة السودان وطريق تواصله مع العالم من قبل التاريخ والى يومنا هذا ، فاستباحة اجواءها المتكررة يبدو فى احد وجوهه مقدمة لأستباحة برية قادمة ، زرائعها ان لم تتوفر فى الدعاوى الخاصة بحركة الاسلحة المنطلقة منها او العابرة لها الى مناطق الصراع فى فلسطين وغيرها ، فستتوفر فى متطلبات استراتيجية امن البحر الاحمر بكل ما يمثله من اهمية كبرى لحركة الملاحة بين الشرق والغرب عبر قناة السويس ، والتى تستوجب اولى متطلباتها استقرار هذه الولاية التى تبدو فى ظل صراعاتها الحالية مهددة بأنفجار يخشى ان يقودها الى صومال آخر لا تلبث ان تعج سواحلها بكل مغامرى الداخل والخارج .

                     والنظر الى هذا الهجوم المتكرر بمعزل عن تداعيات انفصال الجنوب سيحجب عن الرؤية بعد الصورة الاخطر الذى تبين على خطوطه امكانية تكرار ذات السيناريو بولاية البحر الاحمر ،  فالكامن فى تاريخ السودان وجغرافيته كثير ومثير وخطر ، وهو حاضر فى فكر وتخطيط القوى المالكة لأكبر المصالح بالمنطقة والتى يهمها تأمين هذه المصالح وتأمين طرق حركتها برا وبحرا وجوا سواء ان قامت بذلك بمفردها او عبر وكلائها ، ولن تتوانى لحظة فى تحريك الكامن لخدمة مصالحها ، ولا يبدو انها ستواجه صعوبة فى ذلك طالما ان نخبنا الحاكمة والمعارضة ملهيّة تماما بالصراع حول السلطة ، وطالما ان تداعيات هذا الصراع اصبحت اولوية اجهزتنا المختصة .
                
                      ما يحتاجه الوطن الآن ، ان تنكفىء قواه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتى تلوح ملامح بعضها احيانا فى خلفية مشاهد هذه الهجمات ، ان تنكفىء على قضايا الداخل وحدها ، فالمرحلة التى نمر بها اخطر من ان تتيح لنا ترف المشاركة بالفعل فى قضايا اقليمية يتعامل معها اشقاؤنا الاقرب لها بحذر شديد ويبذلون جهودا كبيرة لتجنب مخاطرها ، فنحن الآن فى وضع لا يتيح لنا سوى اضعف الايمان ، ويكفينا ما يحيطنا من مخاطر .
                           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...