الخميس، 21 أبريل 2011

مصراتة


                      اهل مصراتة محاصرون ، شرقا وغربا بقذائف الدبابات والراجمات والهاون والآر بى جى وقناصة يتسلون بأغتيال كل من يلوح على منظار بنادقهم اذا لم يجدوا اهدافهم الموسومة فى اذهانهم بفعل فكر باطش متعطش لآقصاء خصومه  من الحياة ، وتحاصرها من الجنوب صحراء قاحلة منحازة ببلاهة الى قافلة شياطين الموت المحيطة بها ، ويحاصرها من الشمال بحر محايد ينقل اليها فرق الموت والاغاثة وطواقم الاطباء والسلاح والذخيرة ، اما الشياطين المحيطون بها ، فهم فى غمرة تباهيهم بعجز العقل العربى عن تسوية خلافاته بالطرق السلمية ، متجاهلون تماما  لاوضاع انسانها ، وربما حريصون على ان يظل هكذا معلقا بين الحياة والموت لكى يمنحهم زريعة ممارسة هذا الفعل الاجرامى المتحدى للأنسانية وللشرائع السماوية ولا يختلفون كثيرا فى وحشيتهم هذه عن المقاتلين بداخلها الذين بوعى منهم او بغير وعى اتخذوا من مدنييها دروعا بشرية ليصبح المشهد برمته صورة مخزية لجبن هذه الحرب وجبن المقاتلين فيها.

                     اما الشرعية الدولية فقد جاء قرارها القاضى بحماية المدنيين غامضا وفضفاضا ويوفر الزرائع الكافية لأصحاب المصالح المتقاطعة فى ليبيا لتفسيره وفقا لمصالحهم ، فالبند الخاص بأتخاذ الاجراءات الضرورية الوارد به لحماية المدنيين رآها البعض فى توجيه الضربات الجوية لكتائب القذافى وآلياته ومطاراته ومستودعاته ومناطقه العسكرية بينما المدنيين المعنيين بالقرار لم يحرك لهم اى اجراء من قبل هذا الطرف يبعدهم من مخاطر هذا القتال ، اما الطرف الذى تهددت مصالحه جراء هذه الضربات التى اوشكت ان تدفع نظام القذافى الى النهاية فلم يجد امامه سوى مواجهة هذا الاجراء ، واصبح الانقسام جليا فى المجتمع الدولى تجاه هذه الحرب ، وكل طرف يدفع بأسلحته ومستشاريه اما لنظام القذافى واما للمجلس الانتقالى ، واصبحت الحاجة ماسة لقرار جديد يحاصر هذه الازمة قبل ان تمتد بفعل تقاطع المصالح الى ما لا تحمد عقباه ، فدخول المستشارين العسكريين لن يتوقف على بنغازى دون طرابلس هذا اذا لم يكن مقدمة لدخول جيوش تحيل ارض ليبيا الى ميدان لحرب لا ندرى اين ستكون نهاياتها .

                     مع هذا الوضع المنذر بمخاطر كبيرة فالخيار العاجل امام الامم المتحدة والمجتمع الدولى هو اخلاء هذه المدن المحاصرة وعلى رأسها مصراتة من المدنيين ونقلهم الى اماكن آمنة تحت حمايتها فهذه الحرب يبدو سجالها طويلا طويلا .   

                       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...