اهل مصراتة محاصرون ، شرقا وغربا بقذائف الدبابات والراجمات والهاون والآر بى جى وقناصة يتسلون بأغتيال كل من يلوح على منظار بنادقهم اذا لم يجدوا اهدافهم الموسومة فى اذهانهم بفعل فكر باطش متعطش لآقصاء خصومه من الحياة ، وتحاصرها من الجنوب صحراء قاحلة منحازة ببلاهة الى قافلة شياطين الموت المحيطة بها ، ويحاصرها من الشمال بحر محايد ينقل اليها فرق الموت والاغاثة وطواقم الاطباء والسلاح والذخيرة ، اما الشياطين المحيطون بها ، فهم فى غمرة تباهيهم بعجز العقل العربى عن تسوية خلافاته بالطرق السلمية ، متجاهلون تماما لاوضاع انسانها ، وربما حريصون على ان يظل هكذا معلقا بين الحياة والموت لكى يمنحهم زريعة ممارسة هذا الفعل الاجرامى المتحدى للأنسانية وللشرائع السماوية ولا يختلفون كثيرا فى وحشيتهم هذه عن المقاتلين بداخلها الذين بوعى منهم او بغير وعى اتخذوا من مدنييها دروعا بشرية ليصبح المشهد برمته صورة مخزية لجبن هذه الحرب وجبن المقاتلين فيها.

مع هذا الوضع المنذر بمخاطر كبيرة فالخيار العاجل امام الامم المتحدة والمجتمع الدولى هو اخلاء هذه المدن المحاصرة وعلى رأسها مصراتة من المدنيين ونقلهم الى اماكن آمنة تحت حمايتها فهذه الحرب يبدو سجالها طويلا طويلا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق