الثلاثاء، 12 أبريل 2011

هلال النفط الخصيب


                       ووقف حمار الحرب فى ليبيا على عقبة مدن هلال النفط الخصيب ،واصبح طرفا القتال مثل كفتى الميزان ، كلما رجحت احداهما تدخلت يد خارجية لأعادة التوازن مرة اخرى ، لتصبح عملية الكر والفر حول هذه المدن مسرحية عبثية سرعان ما يصيب الانهاك و الملل طرفيها والمتابعين لها ، لتبقى اوضاع الشعب الليبى اللاجىء داخل اراضيه رهينة بتغيير يحدث على احدى الجبهتين او على الجبهتين معا ينقل الازمة من هذا المنعطف الحرج فى تاريخ ليبيا الى افق ارحب قادر على استيعاب كافة مكونات الشعب الليبى وعلى اعادة اللحمة لهذا الشعب الجريح واستعادة حريته وكافة حقوقه ومكتسباته التى اخذت الحرب تبتلع منها الكثير ، ويعيد للارض وحدتها ، فبقاء الاوضاع على هذا الحال يخشى ان تفرض معه ارادة التقسيم . 

                       واكثر ما يدعو للاسف هنا، ان المخاوف من طرفى الصراع اصبحت فى حالة توازن فى نظر المهتمين الفاعلين فى الشأن الليبى ، واخشى ان تصبح المصالح فى ليبيا قديمها وحديثها وتلك الموعودة من طرفى الصراع ، هى صاحبة الكلمة العليا متى استقرت على ارضية مشتركة فى توزيع ثروة ليبيا ، وحينها فأن هذا العناد القاتل من طرفى الصراع لن يجدى نفعا لا لأصحابه ولا للشعب الليبى  ، ويخشى ان يشكل سابقة جاذبة فى بلدان المنطقة التى تعتمل بالكثير من مظاهره ويؤدى فى خاتمة الامر الى تفتيتها بلدا بلدا .

                      لا شك ان ضحايا نظام القذافى وحجم الجراح التى خلّفها فى وجدان الشعب الليبى بسياساته السابقة والقائمة الآن ، تبدو مخاضة موحلة وشديدة الوعورة للراغبين السير فى طريق التسامح للوصول بليبيا الى بر آمن ، ولكن لا مستحيل من اجل الوطن ، فالوطن احق بالتضحية سواء من عامة اهله او من صفوتهم ، من حاكمه او محكومه ، فلتتنحى قيادات هذا الصراع من الطرفين وتفسح المجال لنخب الشعب الليبى التى خرجت سلميا للمطالبة بحقوقه قبل ان تختطف ثورتها جماعات المسلحين من الطرفين . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...