wikileaks

                   اسئلة حيرى تلوح فى افق هذا الموقع الذى ذاع صيته فى الآونة الاخيرة وعلا فوق كل وسائل الميديا العالمية واصبح اكثر مصادر تغذيتها ثراءا خاصة فيما يتعلق بالحرب على العراق ، الحرب التى ظنّ العالم انها نجحت فى السيطرة اعلاميا على حجب فظائعها لنكتشف مع جرأة هذا الموقع خباياها المؤلمة والمحرجة فى ذات الوقت لحكومات قوات التحالف التى ظلت تبنى سياساتها تجاه العديد من الدول بناءا على نظافة سجلاتها فيما يتعلق بحقوق الانسان ومدى التزامها بقوانين الحرب ، وهاهى الآن محاطة بفضيحة من صنع يديها لا  احد يعمى عن سواد البقع التى لطّخت سجلاتها الخاصة بحقوق الانسان وانتهاكاتها لكل قوانين الحرب التى صاغتها بيدها وفرضتها على العالم بل اخذت تحاسب بلدانا منه بموجبها .
                  فكيف ينظر المرء الى دوافع موقع ويكيليكس لهذا التسريب وفى هذا الوقت بالذات ؟ هل ينظر اليها فى اطارحرب المصالح الباردة القائمة بين بعض اوروبا وامريكا ؟ ام ينظر اليها كآلية تدخل غربية جديدة فى ازمة تشكيل الحكومة القائمة فى العراق بعد ان طالت التسريبات شخصيات رئيسة فى المنافسة المحتدمة بين الكتل العراقية على رئاسة الحكومة يقف على رأس لائحة الاتهامات فيها المالكى الرئيس المنتهية ولايته والمتشبث بها بقوة؟ ام ينظر اليها فى اطار النزاع القائم حول الملف النووى الايرانى ؟ ام ينظر اليها فى اطار جهد انسانى صرف ساءه ما جرى فى العراق من هدر فظيع للأنسانية فيه ؟ ام ينظر اليها فى اطار شغف الميديا الغربية اليومى لفضيحة جديدة ؟
                 لا يهم هنا الحصول على اجوبة شافية بقدر ما يهم  موقف المؤسسات العدلية  والمنظمات الحقوقية الدولية من هذه المستندات التى تعكس بشاعة الجرم الذى لحق بأنسان العراق ، فمصداقية الغرب اصبحت على المحك ليس هذا فحسب بل  مصير البشرية ايضا طالما ان المبادىء المضمنة فى المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والتى هدفت الى حفظ الامن والسلم الدوليين واحترام حقوق الانسان لا تسرى على من بيده القوة .
                 فهل من الممكن ان يحدو العالم الامل فى موقف غربى اخلاقى وقانونى حاسم تجاه كل من ضلع فى هذا الجرم الشنيع لكى يعيد اليه الطمأنينة فى التعايش دون خوف من بطش واستبداد القوة .