الخميس، 14 أكتوبر 2010

شعب معلّم

                 لم ينقطع ايمانى يوما بعظمة شعبنا السودانى ولا بجسارته المشهودة فى ثوراته التى لم يحفل بمثلها تاريخ المنطقة العربية والافريقية ولا بصبره الجميل على نوائب الدهر ومصائبه ولا بوعيه الثاقب بطبيعة صراعات الداخل وايادى الخارج الوالغة فيه ولا بقدرته الفائقة فى اقتناص تلك اللحظة التاريخية التى تقوده مباشرة الى تحقيق اهدافه وقدرته الفائقة ايضا فى تخطى تلك المنعطفات الخطيرة التى جرفت معها بعض الشعوب الى مهاوى الفوضى والدماء والدمار انه شعب معلم غنى بقناعاته وقياداته وان يعزى البعض عدم تفاعله مع الاحداث الجارية فى وطننا الحبيب الى ضعفه ظلم كبير له ولقياداته ولتاريخه وجهل فاضح بطبيعته .
                ما يتراءى امام كل ذى بصر وبصيرة من حراك السودانيين حول قضاياهم ومن حراكهم فى مشاوير الحياة اليومية فى المدارس والاسواق واماكن العمل وساحات الرياضة وغيرها التى تضم شتات اعراقهم واديانهم وثقافاتهم تكفى للاطمئنان الى خيارات هذا الشعب المعلم ايا كانت هذه الخيارات حتى لو تراءت للبعض ضعفا كأنما القوة هى ان يبدأ فى تثخين جراحات بعضه البعض وان تجرى دماؤه جداولا على الطرقات ليصبح مشهده اليومى مماثلا للمشهد الصومالى والعراقى وبلادا اخرى استدرجتها اوهام القوة فى فرض حلول لم تنتج سوى رمى شعوبها فى وحل الدماء والدمار .
                ازمتنا معلومة حتى لأطفالنا والحوار حولها لم ينقطع منذ عقود طويلة ولا زالت ابواب الحوار مفتوحة على مصراعيها بالداخل وبالخارج وقائمة بدفع داخلى مباشر وبعون اقليمى ودولى ولم تغلق بعد فى وجه المساعى والجهود الرامية للوصول الى حلول مرضية لكل الاطراف فالأمل ما زال سيّد الموقف وما زالت قيادات هذا الشعب العظيم معتصمة به فما انفكت تقدم المبادرة تلو المبادرة بيد لأحتواء تعنت الداخل وتصد باليد الاخرى مكر الخارج الطامع فى النيل من استقرار هذا الوطن وثرواته واراضيه وشعبنا العظيم لم تثنيه مرارة الانتظار عن الاعتصام بحبل الصبر ، انه شعب معلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...