الاثنين، 25 مايو 2015

انا الآن هناك


                  انا الآن هناك ، عصفور شقى على نافذتك ، سيحكى بعد قليل للعالم مشاهداته الفاجرة داخل مخدع الاميرة ، الستائر المسدلة تسد الرؤية كقواد عنيد ، والثريات التى تدلت عناقيدا من ضوء ، لم تقض على العتمة بعد ، لم لا اراك وانت الكائن المضاء من اخمص قدميه الى اعلى موضع التاج ؟! لم لا ارى شيئا سوى السكينة تنام على المكان ؟ وما هذه السكينة التى تسرى فى الخلايا كخدر لزيز ؟ 

                  انا الآن فى مكمنى ، اسمع حسيسا كعبور شبح ، كنسمة انفلتت من عقابيل رياح هائجة فى قارة بعيدة ، واتت متعبة تبحث عن وسادة ، ثمة اضطراب اصاب مكر الستائر ، فأخذت تتلّص بحثا عن مصدر الصوت ، أزاحت حواف اطرافها بأغوائية بريئة ، كفعل بلقيس فى عرش سليمان ، فضول الستائر ازاح من العتمة مقدار ما يسمح لعين واحدة بالنظر ، فرأيتها .

                  مستلقية على ظهرها ام واقفة ام جالسة ، لاادرى ، لكنى رأيتها وهى تعرى فى كتاب ، صفحة صفحة ، تعرّى فيه كطفل صغير ، على وشك ان تغسله بطهر نواياها وتودعه مرقدا آمنا ، فيا لأغواء الكتابة والقراءة بين  اناملك .

                   هذه الانامل لا يليق بها خاتم كى تكون رفيقتى او رفيقتك ، نحن فى حاجة ان تمسك هذه الانامل قلما ، وتدع قلبها وعقلها يحكى لنسمع صوتنا المفقود عبر الحقب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...