الجمعة، 22 مايو 2015

شبهات حول العمل الطوعى


                 مجتمعنا السودانى مثله مثل بقية المجتمعات التى تعانى من مشكلات الفقر والحروب ، يظل عرضة او حقلا خصبا لنشاط المنظمات الطوعية ، محلية و اقليمية و عالمية ، فالمشكلات كبيرة ، ودائما ما تصعد فيها حاجة البشر داخل هذه المجتمعات الى عون انسانى ، وتحت هذه المظلة عادة ما تجرى اجندات متقاطعة مع العمل الانسانى بشدة ، الامر الذى ظلّ يثير حساسية عالية  لدى الحكومات من حيث الاختراقات المخابراتية ، ولدى القوى السياسية  خاصة مع الاجندة المتعلقة بالتنافس السياسى والجارية تحت مظلة العمل الانسانى ، ومن اراد الامثلة ، عليه الرجوع لأنشطة هذه المنظمات الطوعية فى خريف العام 2013 ويراجع  التصادمات  التى حدثت بشأنها .

                  فالعمل الطوعى صار اكثر الادوات فعالية فى عملية الاستقطاب السياسى محليا ودوليا ، ويبدو الاسلاميون هنا ، القوة الاولى التى فطنت الى هذه الميزة التى يوفرها ، فكثّفت جهودها تجاه هذا النشاط فى اطراف المدن والقرى والارياف ، وخرجت بقواعد عريضة ملحوظة ، ليس على نطاق السودان فحسب وانما على نطاق معظم الدول العربية والاسلامية المشابهة ، وقد اكدت هذه الحقيقة نتائج الانتخابات التى جرت فيها ، وبالتالى فأن المزايا التى حققتها من خلال العمل الطوعى ، تجعلها اكثر القوى حساسية امام اى نجاح يحققه آخرون فى هذا النشاط ، سواء أكانوا فى السلطة او خارجها ، وواقعة افتتاح غرفة العناية المكثفة لشباب شارع الحوادث بالامس القريب خير شاهد على ذلك .

                   ما يهمنى هنا ، ان العمل الطوعى يعيش فى حاضرنا مخاضا عسيرا لا ادرى الى اين سينتهى به ، فالشبهات حوله ظلت فى تزايد مستمر وعلى نطاق العالم ، وتدعو للمخاوف والقلق والارتياب حتى لدى المستفيدين منه ، كتلك التى نشأت من حملات التطعيم فى بعض مناطق النزاعات بما فى ذلك دارفور ، حيث اعتبرها البعض  ومن ضمنه منظمات اجنبية ، ان ثمة اجندات لا علاقة لها بالعمل الانسانى قد صاحبتها ، كالتجارب المعملية التى تخص شركات الادوية الكبرى وغيرها من الشبهات والتهم .

                    ثمة توجهات عقلانية بدأت تعيد النظر فى اطار سياسى اوسع عن جدوى العمل الطوعى ، ويبدو لى المقال الرائع للأستاذة ميسون النجومى (طوعنة النضال) والمنشور بمدونتها بتأريخ 19 ابريل 2015 والذى عرضت فيه طرح الباحثة الهندية ارندوتى روى حول العمل الطوعى ، رحلة ممتعة جدا ودقيقة جدا حول تضاريس هذا النشاط .
                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...