يبدو العقل الحاكم فى السعودية فى حالة غياب تام ، فلأول مرة فى تأريخ المملكة ، تتصدع اسس ومعايير انتقال الملك للدرجة التى بانت صراعاته على الفضاء الطلق منذرة بشرخ كبير فى العائلة المالكة ، سيمتد عموديا بين مكونات الشعب ، ويجىء هذا الحدث الكبير فى الوقت الذى تلعب فيه المملكة ادوارا مكلفة فى ازمات المنطقة المشتعلة فى سوريا والعراق وليبيا ، وكأن كل ذلك لم يكفها ، فترمى فى هذا الوقت بكل مبادراتها لحل الازمة فى اليمن خلف ظهرها وتنخرط فى حرب مدمرة ضده ، وهى تعلم ان داخلها يتململ بأطياف عديدة طابعها العنف ، وكل هذا العبء الكبير الذى تخوض فيه ، يجىء واسعار النفط تتدنى الى حد مهدد ، من لم ير الفخ بعد ، فهذه ارجله تمشى هونا على ارض المملكة .
فالصامتون الآن فى الوطن العربى وهم يشاهدون اصرارها على المضى قدما فى حربها ضد اليمن ، ويشاهدون كيف اخذت الحرب تمتد الى الداخل السعودى ، هم فى الواقع يشاهدون ايدى هذا الفخ اللعين تحمل اسلحة الدمار لكلا البلدين ، واذا ظنوا لحظة انهم بمنأى عن مخاطر ما يسفر عن اهتزاز اوضاع المملكة او انهيارها نتيجة لهذه الحرب ، عليهم مراجعة ميزانيات بلادهم ، ويقرأوا جيدا ما تضخه المملكة سواء على صعيد الاستثمارات او تحويلات المغتربين ، او تحملّها لهذا العدد الهائل من كتلة العاطلين فى البلاد العربية والاسلامية .
ان الصمت على استمرار الحرب السعودية اليمنية ، وترك المملكة تنزلق اكثر فى اوارها ، او تشجيعها ومؤآزرتها على ذلك ، هو للأسف آخر الادوار المتبقية لآتمام الفخ المنصوب بدقة وعناية ، وهو الخطوة الاخيرة لأغلاق باب اكبر الموارد المادية التى تعيش عليها اعداد مقدرة من الشعوب العربية والاسلامية ، ولن تجد هذه الشعوب امامها حينذاك من مفر سوى ان تبدأ رقصها المتوحش على طبول الفوضى التى سبق وان انذرنا بها ، فالسعودية ودول الخليج هى العقدة التى وقفت حتى الآن امام الفوضى فلا تحلوها بأيديكم وايديها .
اوقفوا هذه الحرب واخرجوا المملكة وفقراء العرب والمسلمين من هذا الفخ اللعين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق