الأربعاء، 17 يونيو 2015

نجونا


                     (سأل اعرابى ابن عباس : من يحاكم الناس يوم القيامة ؟
                                    ابن عباس : الله
                                   الاعرابى :  نجونا ورب الكعبة)

                     هذا الفرح الهتافى الجميل ، المؤكد بالقسم المحبب لأهل ذلك الزمان ، بقدر ما يؤكد سعة يقين وايمان ذلك الاعرابى بعدل الله احكم الحاكمين ، بقدر ما يعكس يأسه من عدل خلقه من حكام هذه الدنيا .

                     نجونا ، يا لها من فرحة انتقلت من مكانها وزمانها قبل اربعة عشرة قرنا لملاقاة يوم لا يعلم ميقاته الا الله ، ولكن الطمانينة التى ملأته بها فكرة ان يكون ميزان عمله بين يدى الله عزّ وجلّ ، استحقت انطلاقتها فرحة مدى الحياة .

                      الله ارحم الراحمين ، وهو ليس بهذا البعد الذى تنتظره فيه الى يوم القيامة ، فهو اقرب الينا من حبل الوريد ، وكريم كرما دائما على مدى خلوده ، واكثر كرما فى هذا الشهر الفضيل ، شهر رمضان شهر التوبة والغفران .

                     يقول رب العزة فى الحديث القدسى (كل عمل ابن آدم له الا الصوم ، فأنه لى وانا اجزى به) يا لهذا العطاء العظيم ، ان يهديك رب الخلق شهرا فى كل عام لتكون بين يديه خاصة ، وحدك بحالتك التى تشبه حالتك الاولى او الاخيرة فى يوم القيامة ، عطش وجوع وحرمان ، حالة الانسان المفقودة فيك بفعل اطماع الدنيا ، الانسان الذى فى حاجة دائما الى سقيا واطعام واشباع ، الى حميمية ، الى اخاء تؤثر فيه غيرك على نفسك ، الحالة التى ارادك الله ان تكون عليها فى هذه الحياة .

                     فأسق عطشك عطشا ، والقم جوعك جوعا ، وارم شهواتك بحجر او ارم بها فى بحر ، وكن بين يدى الله ونل جزاءك ، قال عليه افضل الصلاة والسلام (صوموا تصحوا) فالصحة هى حرصنا المستمر فى الحياة احدى هدايا هذا العطاء الجزيل فى هذا الشهر الفضيل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...