(سأل اعرابى ابن عباس : من يحاكم الناس يوم القيامة ؟
ابن عباس : الله
الاعرابى : نجونا ورب الكعبة)
هذا الفرح الهتافى الجميل ، المؤكد بالقسم المحبب لأهل ذلك الزمان ، بقدر ما يؤكد سعة يقين وايمان ذلك الاعرابى بعدل الله احكم الحاكمين ، بقدر ما يعكس يأسه من عدل خلقه من حكام هذه الدنيا .
نجونا ، يا لها من فرحة انتقلت من مكانها وزمانها قبل اربعة عشرة قرنا لملاقاة يوم لا يعلم ميقاته الا الله ، ولكن الطمانينة التى ملأته بها فكرة ان يكون ميزان عمله بين يدى الله عزّ وجلّ ، استحقت انطلاقتها فرحة مدى الحياة .
الله ارحم الراحمين ، وهو ليس بهذا البعد الذى تنتظره فيه الى يوم القيامة ، فهو اقرب الينا من حبل الوريد ، وكريم كرما دائما على مدى خلوده ، واكثر كرما فى هذا الشهر الفضيل ، شهر رمضان شهر التوبة والغفران .
يقول رب العزة فى الحديث القدسى (كل عمل ابن آدم له الا الصوم ، فأنه لى وانا اجزى به) يا لهذا العطاء العظيم ، ان يهديك رب الخلق شهرا فى كل عام لتكون بين يديه خاصة ، وحدك بحالتك التى تشبه حالتك الاولى او الاخيرة فى يوم القيامة ، عطش وجوع وحرمان ، حالة الانسان المفقودة فيك بفعل اطماع الدنيا ، الانسان الذى فى حاجة دائما الى سقيا واطعام واشباع ، الى حميمية ، الى اخاء تؤثر فيه غيرك على نفسك ، الحالة التى ارادك الله ان تكون عليها فى هذه الحياة .
فأسق عطشك عطشا ، والقم جوعك جوعا ، وارم شهواتك بحجر او ارم بها فى بحر ، وكن بين يدى الله ونل جزاءك ، قال عليه افضل الصلاة والسلام (صوموا تصحوا) فالصحة هى حرصنا المستمر فى الحياة احدى هدايا هذا العطاء الجزيل فى هذا الشهر الفضيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق