الأحد، 20 مارس 2011

صنعاء .. لابد من الرحيل


                       يبدو ان معظم انظمة الحكم فى منطقتنا برمجت على التعاطى مع شئون الحكم بنمط وحيد ، نمط لا ينتظر من شعوبها سوى الطاعة العمياء رغم الضراء التى استوطنت هذه الشعوب عقودا طويلة ، نمط لا يعرف مقابلة الاحتجاجات على سوء ادارته الا بأكثر اساليب القمع وحشية ،و لا ينتج فى خاتمة المطاف سوى طاغية  ترعبه اغنية بذات القدر الذى يرعبه  فيه ابحار اساطيل الغرب نحو شواطئه ، واكثر ما يدعو للغرابة هذا التطابق فى نظرتهم وتعاطيهم مع ثورات شعوبهم بحيث لا تستطيع ان تميّز ايهم حاكم تونس وايهم حاكم اليمن ، اشبه  بربوتات تمت برمجتها على ضوء احتياجات حرب القرن الماضى الباردة واستعصت على اى برمجة جديدة تواكب الالفية الثالثة ، الفية الحريات والحقوق والديمقراطية .

                      على عبد الله صالح فى اليمن لو نظر فى المرآة لرأى صورة حسنى مبارك او زين العابدين بن على ولو تمادى اكثر سيرى القذافى يلوح له من بين كثبان رمال الصحراء الكبرى ويناديه انج سعد فقد هلك سعيد ، فهو لن يستطيع ان يفعل شيئا ليخرج اليمن من ازمته التى صنعها بيديه الا برحيله ، فليتحلى بقدر من الشجاعة التى خانته فى التحول الديمقراطى استجابة لرغبة شعبه وصون ارواحه ودمائه ويعلن عن تنحيه ليخط سابقة يستحق عليها الثناء ويحفظها له التاريخ ويفتح بها طريقا آمنا للاحقيه .

                       الشعب اليمنى الآن يلوح فى آفاق المشهد العربى ذلك المارد الذى بنى يوما سد مأرب ، فلن يستعصى عليه هدم نظام فى لحظات سقوطه الاخيرة ، واكاد ارى انتصاره بالخط المضىء على كوكبه التاريخى الزهرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...