اكاد اجزم ان معظم شعوب هذه الامة ان لم يكن كلها تحفظ عن ظهر قلب بيت الشعر القائل :
( وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق )
ولكنها ما ان تحين لحظة الحرية هذه لشعب من شعوبها ، حتى نجدها تلجأ هى وحكامها وجامعتها العربية المبجلة الى ابواب الغرب تطرقها بجرأة لتحسم لها الصراع وفقا لما تريده ، كأنما اسلحتها وجيوشها التى اهدرت فيها مليارات الدولارات تقتصر مهمتها على رغبة الحاكم فى قهر شعبه فقط وليس تحرير شعب شقيق من بطش حاكمه وليبقى الشعر تعبيرا عن عزيمة خائبة .
فرنسا حجزت مبكرا موقعا فى شرق ليبيا ، وامريكا قدمت بكل شفافية كشف حساب بتكلفة الحظر التى تحتاج لأيرادات بئر او بئرين من آبار البترول لتغطيتها ، ويان كى مون يستجدى فى القذافى ليسمح بدخول ممثليه الذين تشغلهم فى هذه المهمة مستحقاتها المالية اكثر من نزيف الدم وهدر الارواح الذى يغطى ارض ليبيا الآن ، والى حين ان يستجيب مجلس الامن لطلب جامعتنا الموقرة ، اخشى ان تكون آخر ارض استردتها قوات العقيد القذافى هى آخر نقطة حدود فى مملكته شرقا ، وننام ونصحو لنجد ان ليبيا الامس اصبحت بفضل حاكمها وحكامنا وشعبها وشعوبنا دولتين متحاربتين .
لا احد يلوم الغرب ، فقد تعامل مع مصالح الغالبية العربية المنادية بأنهاء حكم القذافى بمنطق مصالحه ، فلجنوده اسر يبكون لفقدهم ولآلياته ثمن تدفعه شعوبه من حر مالها وتحاسب عليه حكامها ولن ينجيهم من عسر حسابها سوى قدر المصالح المتحققة من مشاركتهم فى حرب هنا وهناك ، فالحرب فى حاضرنا اصبحت استثمارا له عائده العاجل والآجل .
فأذا الشعب يوما اراد التغيير عليه ان يعلم ان الغرب يريد التقسيم ، فليتوكل على عقله ودمه وروحه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق