الاثنين، 21 ديسمبر 2015

قليلا من نورك يا الله


              من اين تأتى تلك اللحظة التى تعلّقك ما بين السماء والارض ،  وتدخلك فورا فى العتمة ، فترى الحياة مكللة بالسواد ، البنايات اشباحا ، والناس اشباحا ، والطرقات افاع خبيثة تتربص بالمارة ، وترى الحب كالعدل امان مستحيلة ، من اين تأتى بكل هذه الظلمة.. كل هذه العتمة ، كل هذا الليل الاعمى ؟!  

              ابحث الآن عن نورك ، عن شعاع ، عن ومضة ، عن برق خاطف ، ابحث واعرف اننى امضى فى طريق يقودنى الى قلب النار ، واعرف اننى متى القيت كلمتى هناك ، سأحترق متلاشيا فى كل ذرة متناثرة على هذا الكون الفسيح ، وحينها ستحمل كل ذرة قصة تحكى معنى الفناء فى العشق ، وتطوف بها بين الخلق تعويزة للخلاص .

              ما يحثنى بشدة الى نورك ،  الرغبة فى التحرر ،  ، التحرر من بصرى المجذوب نحو السواد ،  التحرر منى انا المعلّق بين السماء والارض ، ما يحثنى بشدة الى نورك ، الرغبة فى الهروب ، الهروب اليك ، الى ملكك ، الى حيث الاتساع والنقاء والآمان   .

              قليلا من نورك يا الله ، قبسا ، برقا خاطفا ، اريد ان ارى جمال خلقك كما كنت اراه ، اريد ان ارى الحياة كما كنت اراها قبل هذا التلوّث .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اسرار الخلاص

                    الأسئلة لا تستطيع ان تغطى مجاهيل هذى المخاضة ، لا جدوى من سؤال او اجابة فى حضرة ذاكرة محتلة بالعشق ، ذاكرة كل نوافذها...