يوما ما ، سيحكى طفل صغير من نواحى صعدة ، شهد الجحيم الذى يخوض فيه اليمن العزيز ، سيحكى لأبنائه او لأحفاده ، عن اول حدث فى تأريخنا الحديث ، ان رئيسا مستقيلا هاربا ، يطلب من العالم ان يقاتل احد مكونات شعبه ، ولأول مرة فى تأريخنا الحديث ، يستجيب العرب العاربة والمستعربة والمستغربة للمشاركة فى حرب على وطن عربى حر مستقل ، ويغمضوا اعينهم عن وطن محتل ، احوج ما يكون لأضعف ايمانهم ، وعن جزر واراض تبكى ليلها ونهارها ذل الاحتلال ومهانته .
سيحكى لهم ، عن مخازى مجلس الامن الدولى ، المجلس المناط به حفظ الامن والسلم الدوليين لا عرضهم فى السوق كعروض النفط ، سيحكى لهم كيف انه ترك كل قضايا العالم المشتعلة ، واصدر قراره العجائبى ، بمنح حرب مجموعة الاعراب على اليمن ، الشرعية اللازمة ، ويتمادى فى غيّه بالدعوة لتجريد جزء من الشعب اليمنى من سلاحه ، فى الوقت الذى تنهال عليه القنابل والصواريخ كالمطر ، و يقرر هذا دون ان يكلّف نفسه بأستشعار ولو قليلا من الحس الانسانى المسئول ، كى يضيف قرارا صغيرا بوقف بموجبه اطلاق النار على كل الاطراف ، رحمة بأبرياء الشعب اليمنى .
سيحكى لهم ان مجموعة تشكل حوالى 20% من الشعب اليمنى ، يعرفون بالحوثيين ولم يكن يعرفهم الا القلة ، يحالفهم رئيس مخلوع مرفوض ، كانوا محل هذا الاستهداف ، واصبحوا اسطورة فى حكايات الشارع العربى .
ثمة فخ محكم التدبير يبدو للوهلة الاولى انه صمم خصيصا للحوثيين وحلفائهم ، ولكن بقليل من النظر يبدو انه وضع المملكة السعودية لأول مرة فى تأريخها امام خيارات ضيّقة ، ليس فيما يختص بأمنها الداخلى فحسب ، وانما امنها الاقليمى ايضا ، وكأنى بواضع الفخ يتفرج على دماء ودمار اليمن مبتسما ويقول لهم : اختاروا ، اليمن ام البحرين ، ام الاثنين معا ، لقد قلت من قبل ( لا شىء قبل الحوثى فى اليمن يستحق المغامرة من اجله ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق