وأخيرا توصلّت مجموعة 5 + 1 لأتفاق اطارى مع ايران حول برنامجها النووى ، سيتم بموجبه رفع العقوبات التى اثقلت كاهل بلد ، اراد ان يلحق بركب العلم وتوظيفه لرفاهية شعبه ، تماما كما فعلت الدول الغربية الكبرى التى تفاوضه ، ولا يستطيع المرء ان يهنىء ايران على حق انتزعته ، وانما يهنئها على صبرها وعزيمتها وشجاعتها فى مواجهة قوى احتكارية ، نازلتها فى ميدان من ميادينها المفضلة التى طالما طالبت بها المجتمعات البشرية بالنزوع اليها فى حالة النزاعات ، واعنى به ميدان الحوار والتفاوض .
وبالطبع لا يفوتنى ان اهنىء مجموعة الدول الغربية التى خاضت هذه المفاوضات الطويلة دون ان تلجأ الى غطرسة القوة التى شاهدناها مع العراق الجريح الذى لا يزال يدفع اثمانها الباهظة من ارواح ودماء ومكتسبات شعبه ، فهذا الاتفاق الاطارى سابقة جديرة بالتقدير والاحترام .
وتستحق الادارة الامريكية و وزير خارجيتها ، تقديرا خاصا لوقوفهم بشجاعة امام كل الضغوطات الامريكية وغير الامريكية ، ومضيهم قدما لأنجاز هذا الملف الذى اثّر كثيرا على مجريات الامور فى منطقتنا ، سياسيا واقتصاديا وعسكريا وامنيا ، فهو موقف جدير بالشكر والاحترام والتقدير .
وآخر الكلمات للكونجرس الامريكى الذى لم يستطع ان يخفى نواياه تجاه نتائج المفاوضات قبل صدورها ، عليه ان يتخذ موقفه من هذا الاتفاق الاطارى ، بما تمليه عليه مصلحة امريكا ، ومصالح العالم ، ومصالح الشعب الايرانى الذى انهكته العقوبات ومصالح شعوب منطقتنا التى جرتها تبعات هذا الملف لتكون ميادينا للقتال ، يجب ألا يكون موقفكم من هذا الاتفاق مبنيا على مخاوف الآخرين او طموحاتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق